14 April, 2020

غروب المنيه


 غروب المنيه :كتيب صغير نشره الحزب الاشتراكي الكوردستاني عام ١٩٨٩ وطبع بمطبعة سيدا صالح اليوسفي في مقر قيادة الحزب في منطقة كأولان في جبل قنديل. الكتيب فيه شعر كتبه شاعر شاب من كرماشان في كوردستان ايران اسمه ريبوار وكان عمره انذاك ٢٠ عاما وكان يكتب أشعاره باللهجات الكورانيه واللوريه وترجم النص كاكه عبد الله قره داغي الى العربية وكتب مقدمة طويلة للكتيب وقام بتعريف الشاعر ريبوار وقيم شعره
نشرت جريدة الغارديان البريطانية لمراسلها الشهير ديفيد هيرست يوم 4.4.1988 تحقيقا حول جريمة حلبجة البشعة والتي اشرف عليها علي كيمياوي يوم 16.3.1988 وزار الصحفي المستشفى الذي خصص لضحايا المجزرة في ايران ورافق تقريره صورة لطفل يتألم من حروقه. لقد تأثر دانا (٤سنوات) وساره (٧سنوات) جدا كانوا على علم ودراية بجريمة حلبجة حيث كانوا مع امهم وعايشوا رسم وطبع وتوزيع بوستر حلبجه المؤثر 
وبما اننا كنا على أبواب عيد الفصح حيث تقدم العوائل بيض معمول من الشكولاته للأطفال بدلا من البيض الحقيقي الملون وهي عادة تعود تاريخيا الى الفايكينغ .
كان الفايكينغ يقدمون البيض كهدايا لإحدى آلهاتهم لان البيض دليل على استمرارية الحياة  والبقاء وبمرور الزمن انتقلت هذه الطقوس الدينية الى الديانة المسيحية وانا على ثقة بإنه احتفال  لقدوم الربيع وانتهاء موسم البرد  والليالي الطويلة .صورة الطفل الكوردي الجريح و المتألم والذي ربما فقد عائلته  بالكامل في حلبجه في جريدة الغارديان والتي ظهرت صباح يوم نشرها(4.4.1988) على طاولة فطورنا قد دفعت  أولادي على ان يقترحوا بل ويصروا على إرسال هداياهم اي بيض الشيكولاته الى ذلك الطفل بالفعل وضعت امهم البيض في طرد بريدي وأرسلته الى السفارة الايرانية في لندن وأرفقتها برسالة وكارت متمنين فيها بالشفاء العاجل للولد المنكوب ، وبعد اربعة ايام  من إرسال الرساله والطرد الى السفاره الايرانيه اي يوم(8.4.1988)استلمنا رساله من اخنزاده القائم بالأعمال الايراني في لندن يوعد فيها دانا وساره بإنه سيتأكد شخصيا من وصول هديتهم للطفل الجريح والذي لم يأبه احدا بذكر اسمه.ان قصة هدية الاطفال الى الطفل الجريح وجدت طريقها الى جريدة الاطلاعات الايرانية اولا  وبعدها بأيام استلمنا العشرات من الرسائل من ايران يشكرون فيها أولادي عل هذه البادرة ومازلنا نحتفظ بهذه الرسائل والتي استلمناها قبل اثنان وثلاثون عاما وفي مثل هذه الايام من عام 1988. القائم بالأعمال الايراني ارسل رساله اخرى بتاريخ 29.7.1988 يشكر فيه أولادي ويخبرهم ان هديتهم ومبادرتهم الجميلة كان لها صداها في وسائل الإعلام الايرانية
أخذت رسائل كثيرة تتوالى علينا وخاصة من كورد ايران يشكر فيها مُرسليها مبادرة اولادي  الإنسانية . للعلم ان وسائل الإعلام الايرانيه لم تذكر بأن والد الطفلين"الإنكليزيين" هو كوردي "انا". ومن دون علم الشاعر ريبوار بأصول دانا وسارا فقد كتب قصيدته  باللهجة اللورية يشكرهما على مبادرتهم الإنسانية
ووجدت قصيدة الشاعر الشاب طريقها الى كاولان في جبال قنديل. قام عبدالله قرداغي هناك بترجمة القصيدة وكتب مقدمة الكتاب والتي كانت اطول من القصيدة نفسها. كتب عبدالله قرداغي في مقدمة الكتاب قائلا "بأن هناك نقطة لابد من الإشارة اليها، موضوع القصيدة ، اي مبادرة الطفلين، خبر استقاه الشاعر من الصحف الايرانية، وبما ان الصحف نشرت الخبر كمبادرة لطفلين بريطانيين، فقد تصور الشاعر ريبوار انهما انكليزيان، ومن هذه المفارقة اكتسبت القصيدة حرارتها،والحقيقة هي انهما من اب كوردي جرد من جنسيته العراقية عام(١٩٧٤)،اما أمهما فهي السيده البريطانية الدكتورة ديان وهي بالتأكيد صاحبة المبادرة الاصلية، كما انها فنانه ابدعت بوسترا عن فاجعة حلبجه واهم من استلم البوستر هم جميع اعضاء البرلمان الاوربي ".
في مقطع من القصيدة قال ريبوار.
" كيف عشعش أطفال كوردستان في ذاكرتكما وقررتما ان تبعثا 
هدية العيد الثمينة !؟
اجل، فأقرانكما من أطفال كوردستان
هم اليوم عراة وجائعون
انهم يقضون عمرهم القصير......بين الحزن والفاقة والكد
لكنهم ، ياحمامتي الجميلتين
"اصبحوا الان يعرفون بأن ثمة قلوب، وان كانت صغيرة، تطير نحوهم بلهفه

انا متأكد بأن شقيقي  الراحل عادل مراد كان صاحب فكرة الكتيب في كاولان في جبال
 قنديل لانه كان هناك وذيل الكتيب بتوقيعه  يوم ٦ حزيران ١٩٨٩ واهدى الكتاب لديان ودانا وساره .اليوم عيد الفصح اي بعد ٣٢ عاما من تاريخ إرسال اولادي هداياهم من قرية في جبال ويلز البريطانية لقريه في جبال كوردستان الشرقية .يرغبون ان يعزفوا بما حل بذلك الطفل الذي يناهز عمره الان الأربعين..؟

No comments:

Post a Comment