20 December, 2013

فضلات الشيطان

فضلات الشيطان

طالب مراد

فى اوائل السبعينات قال وزير النفط الفنزويلى و احد مؤسسى منظمة الاوبك النفطية السيد " خوان بابلو الفونسو " أن النفط سيجلب الدمار لبلدنا . و فوجئ الجميع بهذا التصريح المدهش . فى الوقت الذى كان النفط يدر على فنزويلا دخلا هائلا و تضخمت ميزانية البلد ووصلت الى ارقام قياسية . و اعتقد الفنزوليون بأن النفط سيرفع من شأن بلادهم الى مصاف الدول العظمى . ووسط كل هذه التوقعات اطلق "ألفونسو" على النفط بــ ( فضلات الشيطان ).

 قبل ان تصبح فنزويلا دولة نفطية كانت بها حكومة ديمقراطية و معدل دخل الفرد كان الاعلى فى امريكا اللاتينية و الان – فى عام 2003 وقت كتابة المقال - فإن فنزويلا على ابواب حربا اهلية و دخل الفرد يقل بنسبة 60 % عما كان يحصل عليه الفرد عام 1960.

  ان حالة فنزويلا ليست شاذة بل هى نموذج للدول التى تشكو من لعنة الموارد الطبيعية النفطية . وفى عام 1995 نشر كل من " جفرى ساج  و اندرو وارنر " تقرير حول تطور اقتصاديات الدول النامية و التى تعتمد اقتصاديا على الثروات المعدنية خاصة النفط ، و ذكر التقرير أن هذه الدول كلما زاد اعتمادها على عائدات ما يستخرج من تحت الارض كلما اصبحت أفقر ما عدا بعض الدول ذات الكثافة السكانية المنخفضة .

  كيف ذلك ..؟! قالوا بأن اوضاع هذه الدول اقتصاديا تشبه اوضاع المُغنيين المشهورين الذين يحصلون على ثروات ضخمة بشكل سريع الذين عادة ما يعلنون افلاسهم بسرعة حالهم كحال الدول النفطية.. لان كثرة عائداتهم تجعلهم يصرفون دون قيد او رابط و هذا ما يعرضهم للافلاس و تصبح هذه الدول دول ريعية و لا احد يدفع الضرائب . لاسيما انه لا يوجد احد من مواطنى هذه الدول التى تعوم على النفط و تحصل على  الدولارات النفطية يدفع ضرائب . لقد صرح احد الرؤساء الفنزولين السابقين بأن الاغبياء هم فقط من يدفعون الضرائب و قال أن الدولة اصبحت مبذرة و هذا الاسراف لا يمكن لاحد ان يوقفه حيث تعود المواطنين على الاسراف والبذخ  ووصلوا الى طريق اللاعودة .

و تبدأ الدورة الاقتصادية لهذه الدول بأقتصاد لا يمكنه امتصاص الكم الهائل من العائدات بشكل مدروس التى تسبب ارتفاع الاسعار و تحسن وضع العملة المحلية . و هذا يحرم الانتاج المحلى من المنافسة و المكافأت الحكومية عادة تصرف بدون معايير و بذخ شديد و تتزايد بسرعة فائقة و لذلك الفقاعة الاقتصادية تنمو بسرعة هائلة . عندما تخرج الدولارات النفطية من تحت الارض و بكميات هائلة تقوم الكثير من الطبقات الحاكمة
 والمتنفذه بالحصول على هذه الثروة الطائلة التى يكون من السهل الحصول عليها . وهذا  اسهل من ان يبدأوا هم والبرجوازية الوطنية  مشاريع صناعية او زراعية غير مضمونة المردود .

ان سهولة الحصول على موارد كثيرة و بسرعة و من دون اى جهد سيكون ذو مردودين احدهما تضخم فى القطاع العام - مرتبات ؛ سيارات ؛ و اشياء غير بناءة  ومنتجة – و المردود الثانى هو انهيار القطاع الخاص الذى يحاول التنمية فى مجالات الزراعة و الصناعة .

 ان ثروة الذهب التى حصلت عليها اسبانيا فى القرن السادس عشر و التى نهبتها من امريكا اللاتينية قد صرفت فى وقتها من قبل العائلة المالكة بجنون و ضخمت من حجم جيشها بزيادة 15 مرة عما كان عليه قبل الحصول على الذهب ..حيث ارسل هذا الجيش العرمرم لاحتلال مناطق اخرى من امريكا اللاتينية للحصول على المزيد من الذهب و هذه بدورها ادت الى تأخر قطاعات الصناعة و الزراعة و خلقت طبقة طفيلية من النبلاء و الان فى الوقت الحاضر الطبقات الحاكمة  و الامراء فى دول الخليج يسيرون على نفس نهج النبلاء الاسبان الذين كانوا سادة تلك الفترة منذ 4 او 5 قرون تقريبا ، و كان الشغل الشاغل للطبقة الارستقراطية فى اسبانيا هو انتظار وصول البواخر الى الموانىء الاسبانية محملة بالذهب . و اخذت هذه السفن تقل تدريجيا بعد ان نضبت منابع الذهب المسلوب و كان هذا سبب فى تأخر و شلل فى قطاعى الصناعة و الزراعة و اصبحت اسبانيا عاجزة عن اطعام  شعبها و حدثت مجاعات و اعلنت افلاسها ثمانى مرات و خرجت من قائمة الدول الاوربية العظمى فى ذاك الوقت و اصبحت دولة ثانوية .

 لقذ ذكر " تيرى لين " فى كتابه مفارقات الوفرة ان اكتشاف النفط و قيام دول الدولارات النفطية قد سبب خلل فى الوضع الاقتصادى و هكذا المثل الفنزويلى حيث اعتقد الجميع فى ذلك البلد ان الخلاص و تحسن الاوضاع مرتبط بالدولارات النفطية و ركز الرئيس " جافييز " ووصل الحكم و استخدم كلمة ( محاربة الفساد ) بالركوب على هذه الموجة و السيطرة على السلطة لفترة طويلة و بتأييد شعبى كبير . و لكن غاب عنه و عن شعبه بأن النفط ( ليس اقتصاد ) لان الاقتصاد و ادواته يجب ان يكون مستداما و يتمتع بنوع من الاستمرارية . و الاستدامة فى الاوضاع الاقتصادية مفقودة فى الدول التى تعتمد على مصدر واحد لتحسن اقتصادها . ان النفط يخرج من الارض الى براميل و منها الى يد طبقة حاكمة و متنفذة . و لهذا ان النمو الاقتصادى فى فنزويلا بلغ نصف ما عليه فى دول امريكا اللاتينية الاخرى .

  كيف نتخلص من هذه اللعنة ..؟! هناك دول صغيرة مثل ماليزيا و النرويج لم تقع فى الفخ الفنزويلى حيث صرفوا عائدات نفطهم بعقلانية و تمعن و استغلوا الثروة لتكوين مصادر اخرى لتقوية اقتصادهم . فى فنزويلا ( حتى تاريخ المقالة الاصلية ) كان النفط يشكل 80 % من مجموع صادرتها .

و فى القرن السادس عشر وصف اقتصادى اسبانى بلاده  ( من جعلت اسبانيا دولة فقيرة هى ثرواتها ) هذا ما هو الا درس لفنزويلا التى تصل بواخراها خالية لموانيها كما فعل الاسبان قبل 5 قرون . و سيعيد التاريخ نفسه وعلينا ان نهيىء انفسنا للفترة التى تعود فيها بواخرنا و هى خالية . و يجب الا تلهينا فضلات الشيطان عن اساسيات الاقتصاد المستديم .
-----------------------------------------------------------------------------------------
*
نشرت هذه المقالة فى يوم 3 فبراير 2003 فى مجلة ( فورجن ) الامريكية و اذاعتها فى وقتها محطة ( السى ان ان ) ، شخصيا اعتقد بأن هذا المقال يتميز عن غيره و " فترة صلاحيته" ممتدة الى الان و اعتقد انها ستمتد الى سنوات اخرى قادمة.

22 October, 2013

Equality or not?



Talib  Murad Elam
South Wales- 20.10.2013

There was a Kurdish family of a husband, wife and three young children under the age of 5 years, on the last flight I took from Erbil to London. I witnessed the mother struggling to keep up with her husband who strode ahead while leaving her to cope with her children and the extra baggage she was left to carry through the airports in both Erbil and Vienna. Her husband did not help her at all but on landing in Heathrow he became a different man helping her with the cabin luggage and walking behind his family, lavishing kisses on the child he now carried. A UK passport was clutched in his hand as he played the role of loving father and husband and it revealed that he had a long connection with the UK. I could not help but imagine how he would revert to his other self once safely in his London home and that his wife would again receive no help from him.

My wife assures me that this type of behavior can be exhibited by native British men too and it is the result of women subjugating themselves to the will of the man. If women want the right to vote, take prominent positions in parliament, government, education and industry they must not only fight for their rights but stand up against those who from time immemorial saw this as the right of men only and that a women’s place was in the home looking after children. Naturally there are some disciplines where most women will not be physically capable of the work involved and in making a career for themselves women must accept that they are declaring themselves the equal of men, capable of withstanding all the pressures of the job while earning a living. At the same time their male colleagues must refrain from any form of sexual bias towards them and treat them as equals.

It takes a long time for members of both sexes to recognize this and to ignore the natural differences between men and women. The major problem that must be overcome is that individuals recognize their limitations, and those of others, and do not resort to manipulating sexual differences for his/her benefit. In endeavoring to do this it is necessary to ignore the socially accepted limitations for the sexes to a great extent. This is perhaps the most difficult for a woman to overcome but if she wants to take the place of a man, in work, government, public office etc., then she must dress suitably for the work entailed and not utilize modes of dress or behavior, that give out a feminine signal to male colleagues. Likewise men cannot endeavor to subjugate female employees or colleagues in any manner that is deemed to have a sexual origin and in developed countries there are employment laws that protect both sexes against this form of behavior. Cases do occur in the west where a man is discriminated against and harassed by women in the workplace.       

In any society there will be men who, like many before them, believe that they are superior to women yet in our part of the world this idea remains firmly entrenched in the majority as a result of poor education and misunderstandings that can sadly be reinforced by the preaching of some mullahs. The relations between men and women can feature in the Friday sermons in mosques and the already dominant role of the male members of the family is reinforced by the reiteration of beliefs passed down from one generation to another with no allowance for the passage of time and the changing world we live in. Are there are not enough problems in the world today without emphasizing the need for women, and even small children, to cover their hair and faces? Western people would reverse this teaching saying that it is a sad state when women must take such steps to protect themselves from the unbridled urges of men!

The worst continuation of the domination of women, I believe, is maintaining the right for a man to divorce the woman he took in partnership for life by simply saying “I divorce you” three times! Now, thanks to modern technology, this simple procedure of getting rid of your wife, and family, can be conducted by sending her three short sentences by e-mail! There are some aspects of the modern world that we have readily embraced.

I recollect a true story that I heard some forty years ago in Libya, it concerned a Libyan who travelled alone to Alexandria to enjoy himself in a night club there. One night following a few drinks he headed to the stage to dance with the club’s belly dancer who refused him. In front of the entire audience this man then swore that if the woman did not dance with him he would divorce his wife who, with her children, was asleep in their home a thousand miles away. In his inebriated state he revealed his low regard for the mother of his children.

There are many in our society who, when talking about women’s rights, say “What? They are our mothers, sisters, daughters and wives, of course we are equal.” It reminds me of reading the classic book Animal Farm by George Orwell wherein the pigs take over the farm and then put up a banner. On the banner was written “We are all equal” but a few weeks later the banner was changed to “We are all equal but some are equal more than others”.

This stubbornness of some of the males in our society was demonstrated in an old Arab proverb that says “they wanted to straighten the tail of a dog, so they put it in a bamboo for 40 days but when the bamboo was removed the tail curved again”.

17 October, 2013

مصداقية استطلاعات كوردستان

 
الشرق الاوسط
 استطلاع رأي أجراه موقع «روداو» الكردي((( المقرب من الحزب الديمقراطي الكردستاني)))، تقدم الدكتور برهم صالح على قائمة القيادات المرشحة لزعامة الحزب بعد طالباني. فقد أظهر الاستطلاع أن نسبة %69.6 ا ( من زوار روداو)  صوتوا  لصالح ترشيح برهم صالح لزعامة الحزب، وحصل النائب الأول للأمين الحزب كوسرت رسول على نسبة 9.3، والملا بختيار على 2.4، وهيرو إبراهيم أحمد، عقيلة طالباني، على 1.3 في المائة.
علما بان  اكثر زوار الموقع المذكور وبالتبعيه هم اعضاء او مويدي الحزب الديمقراطي الكوردستاني.  لذا فان مصداقية ألاستطلاع والخبر والصحيفه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


10 October, 2013

اختتام اعمال المؤتمر المصغر"البلنيوم" للاتحاد الوطني الكردستاني

 
10/10/2013
خندان - انهى المؤتمر المصغر "البلنيوم" للاتحاد الوطني الكردستاني اعماله التي انطلقت اليوم في قاعة الشهيد"شهاب" في مدينة قلاجولان بمحافظة السليمانية.
وبحث المؤتمر المصغر للاتحاد الوطني الكردستاني عددا من المواضيع المهمة منها نتائج الانتخابات الاخيرة والاوضاع السياسية ومسائل اخرى تتعلق بالوضع الداخلي للاتحاد الوطني الكردستاني.
وذكر الموقع الرسمي للاتحاد الوطني الكردستاني، ان المؤتمر المصغر (البلنيوم)، صادق بالإجماع على قرار المجلس القيادي للاتحاد الوطني الكردستاني بتحدد يوم 31/1/2014، موعدا لعقد المؤتمر العام الرابع للاتحاد الوطني الكردستاني.
وكان الموقع الرسمي للاتحاد الوطني الكردستاني، قد ذكر ان المؤتمر بدء أعماله بحضور أكثر من ألف عضو وكادر من أعضاء وكوادر الإتحاد الوطني الكردستاني، ومن ثم ألقى النائب الأول للأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني كوسرت رسول علي كلمة رحب فيها بالحضور، وتمنى أن يخرج هذا البلنيوم (المؤتمر المصغر)، بحزمة جيدة من القرارات التي تخدم الاتحاد الوطني الكردستاني وشعب كردستان.
وقال كوسرت رسول: يوسفنا انعقاد هذا البلنيوم دون حضور الرئيس مام جلال، وإننا على علم بأنكم حزينون لهذا ونتمنى أن يعود إلينا قريباً معافاً.

08 September, 2013

تاكسى القاهرة بعد الاخوان ... تاكسى 8

وصلت القاهرة فى الخامسة فجرا اى قبل انتهاء حظر التجوال بساعة بعد ان تأخرت الطائرة بنا ساعة كاملة  وكان المفروض ان رحلة الطائرة البريطانية من لندن تبدأ عند الساعه الخامسة من بعد ظهر اليوم السابق لكن نظرا لحظر التجوال اقلعت الطائرة حوالى منتصف الليل .. كان رجال الجمارك اكثر دقة من اى وقت اخر فى مطار القاهرة كانوا يدققون على كل شىء.
 
كان سائقي سيارات التاكسى فى انتظار الركاب كالعاده لتوصليهم و مزدحمين و يلاحقون الركاب و كل من زار القاهرة لاحظ هذه الظاهرة علما ان حظر التجوال لم يخفف من هذه الظاهرة و على ما يبدو كنا ركاب الطائرة الوحيدة المتواجدين داخل ارض المطار و بعدها بلحظات وصلت طائرة قطرية  ... لاحظت ان هناك سائق تاكسى ( ذو لحية كثيفة بيضاء ) تخلى عن دوره فى صف سائقى  التاكسيات ليتقدمهم جميعا بطريقة ( الفهلوة ) و هذا ما  أثار السائقين ضده ليقف فى الطابور و يحترم النظام و لكن دون جدوى لم يلتفت اليهم بل اسرع الى سيدة اجنبية شابة حاملا حقيبتها و يريد توصليها رغم رفضها له و كانت تبدو خائفة منه ... ثم اقترب منى سألنى عن وجهتى و لكنى اعتذرت ضاحكا و ساخرا بينى و بين نفسى محدثا نفسى ( يعنى سايبهم كلهم و معتقد انى ممكن اوافق ان توصلنى ) و قلت له اننى انتظر سائق سيأتى ليصطحبنى قادما من المعادى ... و هنا تدخل امين شرطة موبخا السائق الملتحى على افعاله و بدأت مشاجرة بينهم و تعالت الاصوات و فهمت من خلال حديث الرجل الملتحى انه لا احد يريد ان يركب معه لانه ملتحى و انه أفلس بسبب اضراب الناس عن التعامل معه  و ما زاد الطين بلة ان احد ركاب الطائرة القطرية و كان ملتحى مثله رفض و بعنف ان يركب معه هو الاخر .... و يبدو ان النفور من الملتحين قد وصل فى القاهرة الى الذروة و نبذهم الجميع بسبب ما فعله حكم الاخوان فى مصرخلال سنة واحدة .
 
 عندما اتى لى السائق ليصطحبنى الى منزلى فى المعادى اخبرنى ان الشعب المصرى و الناس البسيطة فى الشارع اصبحوا اكثر وعيا لما يدور حولهم و ان البسطاء يدركون جيدا من معهم و من عليهم من يحب البلد بإخلاص و من يريد ان يلتهمها ..زاد الكره للاخوان و كل من ينتمى اليهم يستغربون من قناة الجزيرة التى تذيع مسيرات و تقول انها حاشدة للاخوان رغم انهم لا يتعدوا عن المئات فى اماكن على اطراف القاهرة و محافظات بعيدة و ان الاهالى يتعاملون مع هذه المسيرات بإلقاء زجاجات فارغة عليهم و حجارة و احيانا يقذفونهم بماء متسخ من اعلى البنايات .... ماذا تريد قناة الجزيرة من مصر يا دكتور هكذا فاجأنى السائق بسؤال و لم يترك لى فرصة للاجابة بل اجاب هو بسرعة ( عايزين مصر تبقى زى سوريا بس هى هتفضل مصر مش سوريا ) و على ما يبدو ان ما تبثه جزيرة بالكذب عن مصر قد خلق عند المصريين شعور بأن ما تبثه عن ما يجرى من مصائب فى سوريا هو ايضا كذب ملفق مثل ما يفعلونه فى مصر بل الكثير من المصريين اصبحوا يعتقدون ان بشار الاسد ربما يكون مظلوما فى الكثير مما تبثه الجزيرة  و استطرد السائق قائلا : الناس فى الشارع يعشقون الفريق السيسى و من معه يرون فيه الخلاص من الجهل و التخلف و الفشل و كل ما فعله الاخوان فى مصر... سيناء اصبحت بؤرة ارهابية بعد ان فتحها  مرسى للجماعات الجهادية بعد ان اصبح دخولهم الى مصر سهلا بعد ان افرج عن المعتقلين الارهابين و اعطاهم اعفاء من كل الاحكام و كان السائق يتحدث عن السيسى بكل فخر و كان عنده يقين ان مصر ستصبح افضل بس علينا ان ننتظر هذه الايام و ان يكف الغرب و على رأسهم امريكا من التدخل فى شئؤننا.
 
خلال حوالى عشرون عاما قضيتها فى مصر لاحظت عداء شديدا من المصريين لامريكا و خصوصا بعد سقوط بغداد حتى لى انا من الناس التى لا تعرفنى شخصيا عندما كانوا يعرفون اننى عراقى كانوا يتعاملون معى بجفاء و كأننى ابن عم الرئيس بوش ... هذه الايام لاحظت ان العداء لامريكا زاد ووصل الى مرحلة عالية جدا بسبب تأييد امريكا للاخوان و الغير مفهوم من المصريين حتى ان المصريين يتنكاتون فيما بينهم بأن الرئيس حسين اوباما لابد و ان يكون من التنظيم الدولى للاخوان المسلمين و يوجد كثير من المصريين من هو مقتنع بالفعل بهذا مثله مثل  اردوغان الذى نال من المصريين ايضا الكثير من العداء حتى انهم يقولون انه يريد ان يسترجع الدولة العثمانية .. ووصل بهم العداء لامريكا انهم باتوا يفضلون ان يضرب الشيطان سوريا و لكن لا تقترب منها امريكا ... على ما يبدو ان الساسة الامريكان قرروا مساعدة الاسلام المعتدل ظنا منهم انه يتمثل فى نظام الاخوان معتقدين ان صورتهم ستتغير للاحسن فى الشرق و لكن حدث العكس فلا الاخوان اسلام معتدل و لا تحسنت صورة امريكا بل زادت سؤا .. خسروا الحمار و البردعة و من لا يعرف كلمة البردعة المصرية فهى تعنى " جلال الحمار" و كما يقول المصريين ان الامريكان ( خرجوا من المولد بلا حمص ).
 
لاحظت ايضا خلال زيارتى هذه المرة للقاهرة إلتزام المصريين بحظر التجوال و احترامهم للمواعيد على عكس عادتهم بل اننى كلما استوقفت تاكسى يعتذر لى ليلحق ان يعود منزله قبل بدأ الحظر لذلك تزدحم شوارع القاهرة نهارا بكثرة فالكل يقضى اعماله و يشترى احتياجاته قبل بدأ حظر التجوال الذى يطبقه المصريين بكل احترام.
 
 انتهت جولتى القصيرة مع اول تاكسى لى فى القاهرة و على وعد بكتابة ما سيدور مع التاكسيات الاخرى و التى استمتع بركوبها رغم وجود مواصلات اخرى مهمة عندى لكن يبقى سائق التاكسى سواء فى مصر او العراق او كوردستان او اى مكان هو الهدهد صاحب الخبر اليقين . 


22 August, 2013

25 YEARS AFTER HALABJA THE ATROCITY OF GHOUTA IN SYRIA

 
Twenty five years ago we saw on our television screens carefully edited coverage of the atrocity at Halabja when Kurdish men, women and children were killed in their homes by Saddam’s chemical weapons. The news of this genocidal attack was brought to the attention of the world’s media by Iranian war correspondents. The Iraqi government’s use of chemical weapons caused outrage throughout the world yet, two days later, ambassadors from five Arab states headed by the Saudi Ambassador presented themselves at the Foreign Office in London to deny that Saddam had used chemical weapons.
Today we have again viewed scenes of suffering caused by chemical weapons, this time in the suburbs of Damascus, and broadcast across the world by the media and social networks. Foreign governments are calling for the UN weapon inspectors who are in Damascus to be given access to the stricken area. Syrian rebels blame Assad’s government for this attack and, as Saddam did a quarter of a century ago, the government protests its innocence yet there can be no doubt that someone in a high position authorised the use of these weapons of mass destruction.
As the UN and western governments demand answers should they not also ask where did these weapons come from and who supplied the chemicals for them? Is it possible that the chemicals used in Syria came from Saddam’s regime? There were many in Iraq who witnessed numerous truck movements into Syria during the last months of Saddam’s regime and for sure these activities were monitored by western satellites.
Ironically, yesterday, the Saudi representative in the UN asked for an urgent meeting of the Security Council to discuss atrocities carried out by Dr. Assad’s government when a quarter of a century ago Arab states endeavored to wipe the Kurdish blood from the hands of their brother Saddam.
The young leaders of western governments, especially Obama, should take heed of a famous Arab proverb that says,” I and my brother against our cousin and I and my cousin against the enemy”. Twenty five years ago Saddam and many Arabs viewed the Kurds as enemies and it is imperative that western leaders remember this proverb or they will continue to make mistakes in dealing with this volatile, merciless region of the world.

22.8.2013 South Wales-UK 


11 August, 2013

اطفال القاهره وشمر بن ذي الجوشن - تكسي 7

 طالب مراد
اثناء زيارتى الاخيرة للقاهرة عقب 30 يونيه و خلال حديثى المعتاد مع سائقى التاكسى لاحظت مدى الكره الشديد و النفور الذى يكنه الشارع المصرى للاخوان المسلمين بعد سقوطهم و فشلهم فى الحكم و السياسة.
ركبت مع سائق تاكسى من مطار القاهرة الى منزلى بالمعادى اخبرنى كم هو سعيد و فخور بما فعله السيسى بناء على رغبة الشعب و نزوله الى الميادين فى سابقة لم تحدث من قبل ان يجتمع كل هؤلاء البشر يوم 30 يونيه و اخبرنى مازحا انه كان ينزل يوميا من يوم 30 حتى 3 يوليو ليكفر عن ذنبه فى انه اختار مرسى رئيسا و كان يتوسم فيه خيرا.
سائق اخر ركبت معه لياخذني الى ميدان الجيزه حيث ان الباعه يحتلون ثلثي الشارع وثلث فقط لحركة المرور قال متأثرا ( الاخوان كرهوا الناس فى اصحاب اللحى كل ملتحى او منتقبة يتم الاعتداء عليهم لفظيا مثل خربتوا البلد انتوا عاوزينها افغانستان) و هكذا الناس البسطاء اصبحوا يفهمون فى السياسة اكثر من النخب السياسية يقدرون ان يميزوا بين من يخدعهم و من يكون صادق معهم (الاخوان يا بيه خلونا نحن لنظام مبارك على الاقل كان سارقنا هو و رجالته بس قادرين يحمونا داخليا و خارجيا).
سائق اخر كان يشغل القرآن الكريم و تبدو على جبته علامة الصلاة واضحة سألته هل انت من مؤيدى مرسى ؟ رد بسرعة لا لا لا و كأنه ينفى عن نفسه تهمة و قال حرام يا استاذ هو اى حد بيصلى يبقى تبعهم دول ناس بيتظاهروا بالاسلام كانوا عايزين يقسموا الدولة و يبعوها مصر كبيرة اوى عليهم مصر خسارة فيهم مرسى كان فاشلا هو و جماعته و املنا كبير فى القادم و اخبرنى انه كان عنده لحية لكنه حلقها لان حتى الاطفال كانوا يقولون له ساخرين يا اخوانى و كأن كلمة اخوانى اصبحت من الشتائم فى مصر و قال السائق الناس اللى فى رابعة كدابين و غشاشين وواخدين البسطاء دروع بشرية يحتموا فيهم و قال بالحرف ( دول بيحلموا ان مرسى يرجع تانى عليا الطلاق لو مرسى رجع دا انا اولع فيهم كلهم دا احنا مصدقنا مشى).
سائق كان اكثر مرحا قال بسخرية ( الاطفال فى الشارع الان بيقسموا انفسهم و بيلعبوا ثوار و شرطة و اخوان بس المضحك ان هؤلاء الاطفال يتشاجرون على توزيع الادوار و كلهم يرفضون ان يكون فريقهم اخوان و من يأتى عليه الدور ليلعب اخوان يناله حظا كبيرا من الشتائم و الضرب لدرجة الاندماج و يتحول اللعب الى مشاجرة ) و اكمل السائق يا استاذ الاخوان دول تجار دين ,الشعب المصرى للاسف مصدق مرسى مشى و رجع بيته الشعب انشغل برمضان و الصيام و التلفاز و التحضير للعيد و الاخوان استفردوا بالشارع بياخدوا الاطفال الايتام من دور الايتام و يلبسونهم ملابس مكتوب عليها مشروع شهيد و المجتمع الدولى يصدق تجارتهم رخيصة بس لها سوق فى اوربا و امريكا. لازم الشعب ينزل تانى الميادين لازم العالم يشوف حجم الشعب الكاره للاخوان و مرسى.  يا استاذ دول كفروا نص الشعب كل حاجة غليت فى عهد الاخوان حتى السلع الغذائية البسيطة دول خلونا نقول و لا يوم من ايامك يا مبارك و عايزين مرسى يرجع تانى دا انا اروح افجر نفسى و لا مرسى يرجع . و انهى السائق حديثه بالدعاء على الاخوان و على اليوم النحس الذى حكموا فيه مصر.
 ان كلام سائق التاكسي حول لعب الاطفال في الشوارع ورفضهم لعب دور الاخوان . ذكرني بما كان العراقيين "و مازالوا" يحيون ذكرى معركة كربلاء في العاشر من عاشوراء من كل عام ,كنا ننتظر العام بأكمله لمشاهدة تمثيل الواقعة " التشابيه" ولنرى ما حصل لاحفاد الرسول على يد جيش يزيد ابن معاوية. كانت توجد خيول و مبارزات بالسيوف وملابس تاريخية.
معركة كربلاء وتسمى أيضاً واقعة الطف هي ملحمة وقعت على ثلاثة أيام وختمت في 10 محرم سنة 61 للهجرة و الذي يوافق 12 أكتوبر 680م، وكانت بين الحسين بن علي بن أبي طالب(عليه السلام) و معه أهل بيته وأصحابه، وجيش تابع ليزيد بن معاوية. قام المجرم شمر بن ذي الجوشن بفصل رأس الحسين عن جسده.
 و بالضبط مثلما فعل اطفال القاهرة, من كان يأتي عليه الدور ليلعب دور شمر في "التشابيه" كان يناله حظا كبيرا من الشتائم والبصاق و الضرب لدرجة الاندماج و يتحول "التشابيه" الى مشاجرة. لا اعرف لماذا كانوا يختارون اعورا ليمثل دور شمر بن ذي الجوشن.


18 July, 2013

زيارة روناك وامها لي في اربيل فتحت احدى الجراح التي عمرها ستة عقود

عمي المرحوم  الشهيدعزيز مراد (1948)

 
ان زيارة روناك وامها لي في اربيل فتحت احدى الجراح  التي عمرها ستة عقود:.ابن عمي صبري(والد كل من روناك وجنار واسراء) و الذي طرده الطاغية صدام الى ايران (هو و اخيه فؤاد و اخته و امه) في اوائل الثمانينيات بعد ان جردهم من كل شىء, مثلهم مثل الكثير من الفيليين الكرد .هم جميعا لم يعودوا للعراق من ايران حتى اليوم.

ولد صبري بعد ستة اشهر من استشهاد والده  عمي عزيز مراد في وثبة 23 تشرين الثاني\نوفمبر1952 . في ذلك اليوم استولى المتظاهرون على مركز شرطة قمبر علي و مركز شرطة باب الشيخ الواقعتين في شارع غازي ( حاليا الكفاح) حيث ان الاكثرية الساحقة من سكانها كانوا من الفيليين الكورد. استشهد12 شخصا ذلك اليوم من ضمنهم كان عمي ابو فواد و صبري .المرحوم عزيز مراد .قتل قريبا من مدرسة الفيليه والمقابلة لمركز شرطة باب الشيخ. كنتا انذاك تلميذا فى سنة اولى ابتدائي في المدرسة الفيليه. القاتل كان شرطيا قناصا اسمه خورشيد و كان موجودا على جدار مقبرة الشيخ عبد القادر كيلاني  المقابله لمدرستنا و مركز الشرطة باب الشيخ.
انتهت حياة الشرطي خورشيد  بعد قتله لعمي عزيز بلحظات على يد خالي الشجاع المرحوم هاشم ابو فاضل . خالي هو الاخر طرده صدام  مع عائلته و كان مريضا ومصابا بالسكر و مات اثناء رحلة الطرد الصدامية في اوائل الثمانينيات. لقد  انتقم  خالي هاشم من الشرطي خورشيد  بسبب قتله لعمي عزيز .القى خالي الشرطي من اعلى حائط مقبرة الكيلاني و سحله ابناء المنطقه وإلقو جثته بالقرب من السده الترابيه.

 حدث كل ذلك قبل  10 سنوات من البدء بانشاء مدينة الثورة \صدام\صدر. المدينة التي غيرت اوضاع والتركيبة السكانيه  لمدينة لبغداد راسا على عقب . واتذكر جيدا بان مدرسة الفيليه اغلقت ابوابها ذالك اليوم نتيجتا لضرب الرصاص واخبرني احدهم بان عمي اصيب واجهشت بالبكاء واتذكر جيدا بان المرحوم حجي حسني والد "مالك جاسم" اخذني لبيتنا في بني سعيد مع اولاده في عربانه ربل (كارو) وكان يوما ممطرا.
 



03 July, 2013

انوشيروان مصطفى

انوشيروان مصطفى رئيس حركة التغيير في كوردستان و من تلته المطلة على مدينة السليمانية يدعو قيادات الاتحاد الوطني الكوردستاني للمثول امامه و الكل يلبي طلبه و قسم كبير منهم ذهب الى التله حتى بدون دعوة. لكني حتى الان لم ارى او اسمع ان اي شخص من حركة التغير قد قابل او طلب مقابلة اي عضو في الاتحاد الوطني. اذن هذه التفاهمات هي احادية الجانب و عقيمة

20 June, 2013

المتمرد.......وسمك الجري"القرموط"

انطلقت في اسي وحزن بالغ باحثة عن اشلاء زوجها في كل مكان "بالنهر العظيم". وتمكنت وهي تجري لاهثة فوق امواج النيل من جمعها كلها.. "باستثناء قطعة ما (الذكر)"، كانت قد ابتلعتها سمكة الانومة (الحقيقه كانت سمكة القرموط " الجري" لان فم سمك الانومة ضيق جدا وانبوبي). وبمساعدة اختها  "نفتيس"  وابنها  "انوبيس"  رب الجبانات (المقابر) تمكنت من اعداد مومياء اوزيريس، (الاولي عبر التاريخ كله) وتحنيطها، وعمل الطقوس اللازمة، ولفها بالضمادات ودفنها بمكان فائق السرية حتي يحظي زوجها بالخلود والابدية في العالم الاخر.
 ولم تتوقف اسطورة حب "ايزيس واوزيريس" عند هذا الحد فقد انطلقت "ايزيس " إلي احراش البردي، وعاشت بها، متسترة خلال التسعة اشهر - فترة حملها - بعيدا عن اعين الشيطان "ست" وهناك، انجبت "حورس" وهيأته ليكون وريثا لعرش ابيه "اوزيريس"..ان ايزيس لجديرة حقا بهذه الترانيم الجميلة: "ايزيس..انت، انت ربة الارض التي جعلت قدرة المرأة تتساوي مع قدرة الرجل". أو : "كان قلبها اكثر شجاعة وفطنة من مليون رجل".  هذه الاسطورة وقبل اكثرمن ستة الاف عام صُنف سمك "القرموط" او"الجري" ضمن المحرمات عند المصريين القدماء.
تقول أسطــــورة نوبية , ان النوبى الاصيل لا يأكل من سمك " الجري-القرموط" , حتى وان كان سيموت من الجوع , لأن جد النوبين الاول فى بداية تشكيل الارض , عندمــا كان هناك فقط النوبى الذى وجد على هذه الارض ليعمرها (ادم  الاصلي حسب الاسطورة), تمهيدا لاستقبال باقى البشر على هذه الدنيــا , قد اكــلته سمكة " جري- قرموط" ضخمــة , ومنذ هذا اليوم , وبعد مرور سنوات تحسب بالالاف لا يـــزال النــــوبى محرمــا عليه لحم هذه السمكــة, طبعا الأسطورة تحمل فانتازيــا واضحة , ولكن "افندية " النوبيين الان وبعد مرور الاف السنين على الاسطوره يعزون  السبب وراء وقائع الأسطورة أن سمك "القرموط" يعتبر خنزير الاسماك , فهو يأكل كل ما يصادفه فى طريقه, حتى ان تركيبه التشريحــى يحتوى على طبقة عظمية عكس كل الأسمـــاك التى تكسى اجسامها بحراشيف وقـــشور يقال ايضا ان القرموط يحيض !!!( اتُهم الارنب بنفس التهمة من قبل احدى الطوائف الاسلامية). كان قدماء المصريين يطلقون علي بلاد النوبة بلاد" كوشحيث يعيش شعب النوبة، وهي تمتد من اسوان وحتي مدينة  سوبا التي أصبحت تعرف باسم  الخرطوم وحيث قامت ممالك إمتد نفوذها علي وادي النيل مرور بمصر والاردن.
قبل ظهور الديانة المسيحية بخمسة قرون اوصى موسى شعب اسرائيل في "كتاب التوراة القديم " بعدم تناول اطعمه كثيرة وصنّف الاطعمة التي يجب ان تدخل والتي لايجب  ان تدخل الى جهاز هضم اليهود. حيث حرم اكل لحم الخنزير لان هذا الحيوان لايجتر رغم ان له اظلاف مثل  اظلاف الماشية ...ولم تكن الاسباب التي تُذكر الان الخاصة بعدم اكل الخنزير معروفة انذاك ..وحرم موسى على اليهود  اكل الابل لكونها لاتملك اظلاف مشقوقة مثل المجترات رغم انها من الحيوانات المجترة . كما حرم على اليهود اكل  اي مخلوق مائي لايملك الحراشف والزعانف وهذا بطبيعة الحال يشمل "الجري" وكائنات بحرية اخرى.
لم يتناول الكنعانين والفينيقين لحم الخنزير علما بأن حضاراتهم وُجدت قبل تعاليم موس باكثر من الف عام وديانتهم كانت عبارة عن مجموعة من طقوس وعبادات خاصه بهم  .
لم ياكل المصريون والنوبيين القدماء واليهود سمك "الجري" بسبب هذه الاساطير التي اقنعهم بها كهنة عصرهم على انها تعاليم من الاله رغم وجود هذا النوع من السمك بكثرة في النيل. نعم لقد حرم المصريين انفسهم من هذا الطعام اللذيذ لان كهنتهم اعتمدوا على اسطورة "اوزيريس" والتي تعود لعصر سحيق للغاية على ارض مصر, عصر سبق ملحمة كلكلمش بالاف السنين وجاء موسى ليعزز موقف الاساطير القديمة بقائمة سماويه طويلة من الممنوعات.
 وقد سبق وان ناقشت انا شخصيا "قائمة  موسى" والملابسات العلمية فيها وتصنيفه غير الدقيق للحيوانات معتمدا على عملية الاجترار وشكل الاظلاف والاقدام والحوافر,ضمن مقدمة اطروحة دكتوراة  قدمتها لجامعة ليفربول عام 1974 وكانت حول موضوع  فسيولوجي جهاز هضم المجترات. أن الديانة الاسلامية ألتزمت بتعاليم وتوصيات "موس" بحذافيرها بكل ما يخص طعام المسلم وبعد مرور اكثر من ألف عاما على توصيات موسى تبنى المذهب الجعفري من دون المذاهب الاسلامية الاخرى وحرم اكل لحوم الارنب والارنب البري والجري مستندتا على تفسيرات النبي موسى في كل ما يدور حول الغذاء.الا ان الاسلام  اهمل تعاليم وتوصيات موسى بعدم اكل لحوم الابل وذالك لان الابل كانت من اهم الحيوانات الشائعه في الجزيرة العربية مهد الحضارة الاسلامية.  كانت ألصقها بحياتهم في مطعمهم من لحمها ومشربهم من ألبانها ، وملبسهم من أوبارها وجلودها ، وفي حلهم وترحالهم بالحمل عليه . أن تطبيق تعاليم موسى في الجزيرة العربية انذاك كانت ستؤدي الى مجاعة وكما كانت المياه هي اصل حضارة العراق فان الابل كانت  عنصر البقاء في الجزيرة . 
 
  لا اعرف ماذا ستقول البشرية والاجيال القادمة عن جيلنا الحاضر وتعاويذنا وممارساتنا الدينية ومعتقداتنا؟!  نعم.. ماذا سيقولون عن كهنتنا الحاليين واساطيرهم  وخرافاتهم وكيف يتحكم هولاء بمقدراتنا باسم الدين ومشتقات الدين و كيف يصنفون الانسان على هواهم ويوزعوننا ويصنفوننا  على الجنة والنار  ونحن مازالنا على الارض ويعينون انفسهم سماسره بين البشر والخالق سبحانه وتعالى؟؟؟!!!.  ان الاجيال القادمة  ستحكم و ربما تتهكم على عاداتنا وطقوسنا ومعتقداتنا هذا لواستمرت بقاء البشرية ولم تفنيها الحضارة  الحالية  بما تم من اختراعه لحد الان من وسائل تدمير عسكرية و تخريب للبيئية.
الغريب  وحسب علمي ان الديانة المسيحية لم تقترب من "منيو- قائمة الطعام" الاغذية ولم تلتزم بتعاليم النبي موسى وسمحت للمسيحين بتناول مايشتهون من اكل وشرب وقدموا في انها حلولا ناجحة لازمة الامن الغذائي.
 
واتذكر جيدا كنت في مهمة  لتقصي الحقائق للامم المتحده في دول افريقية ايام جفاف وقحط  عام1991 وفي  جمهورية ملاوي وبعد مضي يوم مضني في  العمل الشاق ومن دون طعام ,تمكنا عصرا من الوصول الى شواطى واحة ملاوي وانتهى بنا الامر, انا و زميل سوداني الدكتور" بناكه" والسائق الملاوي , في كشك من الصفيح  . وطلبنا طعاما من القدر الكبير و الوحيد الموجود في المطعم اوالمقهى  لحظات واذا بثلاثة صحون ألومنيوم كبيره كل منها يتوسطه قطعة كبيرة من لحم "الجري" المسلوق  أُلقيت على طاولتنا ومن دون اي شي حتى ولا ملاعق وسكاكين. وحسب تجربتي فلو صنفنا الجوع الى انواع فان الجوع الافريقي هوالاقسى لذا هجمنا على ما قدم لنا ناخذ قطع منها نقطعها باصابعنا ونلتهمها. وبعد ان اشبعنا قسم من "عصافير بطوننا" لاحظت ان السائق الافريقي لم يمد يده للطعام وكان على مايبدو مشمئزا من طعامنا والذي لم نجد غيره لناكل وعلى طول مئات الكيلومترات التي قطعناها  ذلك اليوم.
 
وعندما سألته لما ذا لايأكل معنا قال" انا مسيحي" و هنا نظر زميلي السوداني  لي وضحك. علما ان الديانة المسيحية لم تتطرق الى "منيو" الجهاز الهضمي للانسان مبتعدةَ عن التعاليم اليهودية وكذلك لم تتطرق المسيحية  بأي شكل من الاشكال إلى الجهاز التناسلي وملحقاته  للنساء والذي ذكر بكثرة  مملة في الدين والمذاهب الاسلامية واصبح الشاغل الاوحد لفتاوى شلة ممن يسمون "بعلماء" المسلمين ومن المخجل  ان هذا الموضوع المناهض لروح العصر يتزايد واصبحنا نسمع لفتاوى ما انزل الله به من سلطان...
أن سبب ضحكة زميلي "د. بناكه" اثناء الاكل في الكشك  كانت لانه في يوم سابق كنا واثناء عملنا  في سوق لمدينة صغيرة واقعة على نفس الواحة وهناك رأينا سمكة جري كبيرة جدا تباع بالقطاعي وفي وقتها تبرعت لزميلي ببعض المعلومات عن السمكة المقطعة والملقية على الارض. كما اخبرته بأنني كشيعي يحرم علي اكل لحم هذا النوع من السمك. اعتقد  بأن المعلومة الاخيرة التي استلمها مني صدمته ولم يكن يتوقعها واراد ان يعرف السبب لماذا حُرم علي الجري؟ فقلت له ان السبب يعود الى خرافة وهي انه كان الامام علي "عليه السلام" يتوضأ فقفزت سمكة "الجري" وتوسخ الامام علي عليه السلام بسببها. نعم لقد ضحك للطريقة التي كنت ألتهم قطعة السمك التي ألقاها صبي المطعم على طاولتنا متذكرا ماذكرت قبل يوم.
و في مراهقتي وشبابي كنت اسكن قريبا من منطقة باب الشيخ في بغداد حيث كان يعيش ولاجيال ابناء ملتي وليس ببعيد عنا وقريبا من مقبرة الامام الكيلاني كانت توجد عدة بسطات لقلي وبيع سمك الجري وبسعر رخيص لان سعر هذا النوع من السمك كان رخيصا في العراق اذ كان الصيادون الشيعة في جنوب العراق والاهوار حيث تتواجد هذا النوع من الاسماك بكثرة يلقون بصيدهم من هذا النوع من السمك على الشواطئ للتخلص منها وكانت هنا طبقة من صيادي "البراري- او الجرف" وكانوا عادة من السنة ومن اهل وسط العراق والذين كان صيدهم عبارة عن جمع اسماك  الجري التي حذفها الصيادين الشيعة على الشواطئ. ويمكننا القول ان هذه السمكة الملعونة هي من اشعلت الفتن الطائفية في العراق بعقود قبل تشكيل المليشيات الطائفية فيها !!!.
أن هذه السمكه وعبر الاف السنين وعبر سلسلة من الحضارات المختلفة  كالمصرية القديمة والنوبية و اليهودية والمسيحية انتهت في مقليات كبيرة تباع قريبا من سكني وبسعر رخيص حتى انا وبمصروفي اليومي البسيط  كنت قادرا على شراء قطع منها مع زملائي واقربائي  وابناء جيلي اللذين حرم علينا مذهبنا الشيعي تناولها وكنا نشتري و نخبى هذه الممنوعات في تلافيف ملابسنا.  كانت قطع الاسماك تلك تلف بورق الجرائد (مثل الفيش والشيبس البريطانية) ونجتمع  في سطح بيت احدنا  سرا وبكل حذر خوفا من الكبار . وكنا  نأكل السمك المقلي معلنيين تمردنا على ذوينا واولياء امورنا, كما يتناول هذه الايام المراهقين والشباب الدخان والكحول ومحظورات اقوى معلنين تمردهم على كل ما هوغير مسموح.
أن اكل سمك "الجري" سرا عَلمنا اخذ الخطوات الاولى  في طريق التمرد والتحدي على ما كان سائدا انذاك. وان تلك السمكة كان لها الدور في خلق الابداعات و التفكير بالتغير بين ابناء جيلنا في الاحياء التي كنا نسكن فيها.




 





.