23 December, 2012

Forever Wedding Cake


Forever Wedding Cake

Mix together:
One rounded cup of true love.
One heaping cup of perfect trust and confidence.
A pinch of unselfishness.
A sprinkle of interest in all he does.
Add a pint of sympathy.
Flavor with a bright home and loving kiss.
Bake well all your life.

My wife was looking through her old recipe books for a particular Christmas cake recipe and came across several handwritten recipes given to her in Tripoli, Libya in 1979. Amongst them was this wedding cake recipe. The recipes had been given to her by a kind American lady named Ethel, whose husband Abdul Rahman had worked for NASSA developing freeze dried foods for astronauts. Abdul Rahman was one of several well reputed Iraqi scientists who had been persuaded to help establish Gaddafi’s Arab Scientific Centre. However they soon discovered that there was no substance in the Libyan claims for their centre and, disillusioned, they soon left.
I would like to take this opportunity to send to all my family, friends and acquaintances seasonal greetings and my very best wishes for the New Year. May 2013 be a peaceful and happy year for you all.
متمنيا لكم جميعا عاما جديدا سعيدا

29 November, 2012

TAXI :5.... تاكسي قاهرة الثورة

القاهره-25.11.2012
وصلت مطار القاهره ظهر يوم الاربعاء 21.11 ومررت على روتين الخروج من مطار القاهرة  والذي تحسن كثيرا ؛ اعتدت على هذا الروتين منذ اكثر من ستة عشرة سنة. ولكن الذي لاحظته في هذه السفره بأنى لم اواجه بجمهور كبير حال  عبوري نقطة الجمارك. جمهور من اصحاب التاكسيات و اعتقد كل من ذهب لمصر  وجد نفسه بين هذا الحشد  من سائقى التاكسى والويل كل الويل اذا فتحت فمك وتفوهت بكلمة قريبة من اللهجات الخليجية حيث يؤدي الى مضاعفة الجمهور ,واما ما تتلقاه منهم محاولة منهم لجذبك ولو بالقوة الى تكسياتهم "التكاسي" فهذا امر اخر.
مما لا شك ان اوضاعهم الاقتصادية تدفعهم الى ذلك فالكل (عاوز يعيش). الغريب في هذه الزيارة لم تستقبلني الجماهير المعهوده ومع ذلك كان هناك عدد قليل  من ممثلي شركات السياحة واصحاب التاكسيات واخترت واحدا منهم وكان يبدو لي انه عزيز قوم ذل. أخذ مني عربة المطار بحقائبها الى  مراب سيارات حيث كان بانتظارنا سيارة وسائق تابعين لشركته السياحية  وسألته  عن سبب  اختفاء ظاهرة  الاستقبالات الحميمية لسواق التاكسي  قال " ياباشا السياحه عندنا كسدانه" وفكرت بان السياحة كاسدة الان حتى قبل ان يقوم السلفيين بهدم أبو الهول والاهرامات و ماذا سيحدث  لا سامح الله لو قامت قمم التخلف تطبق ما في عقولهم ؟ قام ممثل الشركة مع السائق بوضع حقيبتي في السيارة وهنا سلمته البقشيش "بريزه". على ما كان يبدو  ان عملية تسليم ( البريزه ) لممثل الشركة كانت مراقبة من على بعد من قبل امين شرطة (مفوض) وبعد جلوسي في السيارة وادارة السائق لمحركها خرج امين الشرطة من مخبئه وطلب من السائق كل اوراقه ووثائقه ومن دون النظر في الاوراق اخذ الوثائق وابتعد عن السيارة والسائق يتبعه ذليلا وانا جالس داخل السيارة بإنتظار من يأخذني لبيتي وبعد فترة ظهر السائق وبحالة يرثى لها حيث حصل على وثائقه من امين الشرطة  ودفع "ببريزتين "ولعلم القراء فإن ( البريزه ) تساوي عشرة جنيهات مصرية.
 
وقبل مغادرتي مطار القاهرة عرفت اثنان من مكتسبات الثورة اولها بأن السياحة ليست على مايرام وان  رشوات الشرطة لم تتضاعف بل اصبحت اربعة اضعاف على ماكانت عليه.
 
ان مرور القاهره لم يكن منضبط  في يوم من الايام ولكن على مابدا بأن احدى المكتسبات هي ان الضبط والربط  اصبح اقل بكثير على ماكان عليه. وصف سائق التاكسي  الضبط والربط بأنها " بح ".وصلت بيتي بعد جهد جهيد لائما نفسي على هذه السفرة. وفكرت بأني كيف ساقوم بما جئت من اجله قبل سفري الى لندن خاصتة ان الاماكن التي يجب ان ازورها تتمركز في وسط البلد. وما زاد الطين بلة هي القرارات الاخيره لرئيس الجمهورية والتي زادت من الارتباك خاصة فى وسط البلد وهي الاماكن التي ارتادها وفيها اكثر دوائرالدولة.
حال دخولي البيت كانت ماجدة في البيت حيث رتبت البيت بانتظار وصولي وحتى قبل تحضير كوب الشاي و كالعادة اخذت تمطرني بالمكتسبات الاخرى وتخبرني بأرتفاع ا سعار المواد الغذائية مادة مادة وعرفت منها ان كيلو لحم الغنم وصل 65 جنيه اي ان المرتب الشهري لامين الشرطة الذي قابلناه في المطار تتيح له شراء اربعة اوخمسة كيلوات من اللحم والرشوة التي اخذها من السائق تمكنه  من اقتناء 300 جرام  لحمة هذا لو كانت اللحمة من المتطلبات الاولية لعائلته.الخبر المفرح  الوحيد الذي سمعته منذ وصولي من ماجدة هو ان سعر الطماطم"اوطه" قد انخفض كثيرا بعد ان وصل منذ شهرين الى اكثر من 10 جنيهات للكيلو في الاحياء الراقية و 8 جنيهات في الاحياء الفقيرة  واعتقد ان رئيس الجمهورية  محمد مرسي كان قد ذكرانخفاض سعر ( المانجو ) وهنأ الشعب المصري في احدى خطاباته وطلب منهم استهلاك كميات كبيره من المانجو لرخصها وتوفرها.
وصلت البيت بعد الظهر وبعد استراحة بسيطة ألتقطت شنطة الكومبيوتر واستقليت تاكسي من تحت العمارة متجها الى كوستا كوفي الاصلي  وهوغير ريكا المزور و الموجود في اربيل. من هنا ستبدأ رحلاتي وجولاتي مع تكسيات القاهرة رحلات ومشاوير استمتع  بها  وفي خلال ايام يمكنك ان تتعرف على كل مايدور في مصر وبعيدا عن وسائل الاعلام التي ينقصها المصداقية في كل الدول العربية.
دائما ما اتذكر ابي رحمه الله  منذ اوائل الخمسينيات انه كان يجالس الراديو التلفونكن الالماني لساعات يسمع كل شىء ولكن الاخبار كان يستقيها من اذاعة لندن او اذاعة اسرائيل فقط لان البقية غير صادقين. الان بعد حوالي ستين سنة على ذلك افتخر بأن رجل امي مثل والدي كان يعرف كل ما كان يدور من حوله من الراديو وكان يقدس التعليم والجامعات و كان المحرك الاول والاخير وراء دراستنا كلنا رغم قصر يده. مازلت اتذكر ذلك الراديو التلفونكن  الالماني ذو العين الساهرة ودوره في تنوير بيتنا وحياتنا.
رجوعا  للتاكسي وذهابي الى كافتريا كوستا بعد وصولي للقاهرة بعدة ساعات حيث انا على موعد مع النت بواسطة كومبيوتري السوني اي انه بعد نصف قرن او اكثر قد استبدلت راديو ابي بجهاز كومبيوتر واجالسه لساعات" لاجديد تحت الشمس."
الايام الخمسة التي قضيتها في القاهرة ورغم ابتعادي عن وسط البلد ومقهى جروبي في شارع طلعت حرب الا انني استعملت التكسي لتنقلاتي بكثرة. العجيب ان اي سائق تاكسي لم يسألني سؤالهم المعهود وهو : حضرتك من فين ؟ وهذا ما دفعني انا لسؤال احد السائقين لماذا لم يسألني عن بلدي وردني قائلا"اليوم اكثر ركابي كانوا من سوريا وفلسطين ودول عربية اخرى لاداعي للسؤال عن بلدانهم لانهم كلهم زي بعضهم يا الله"  ولم يتمكن  من اخفاء علامات الاستياء عن وجهه. في الاثنى عشر سنة التي كان مقر عملي في القاهرة وحتى عام 2008 كانت عندي سيارة دبلوماسية وسائق ومع ذلك كنت مرات استعمل التاكسيات ومن بعد 2008 و حتى   الان استعمل التاكسي اثتاء زياراتي لبلدي الثاني مصر  ومنذ ان وطأت قدمي هذه البلاد وحتى الان وبدون استثناء كانت راديوات التاكسيات  تذيع خطب دينية او قراءة القرآن الكريم وكنت دائما اتحايل على السائقين للتقليل من الصوت ولم اتجرأ يوما بأن اطلب من احدهم ان يطفىء الراديو لان ذلك من الخطوط الحمراء طالما انا جالس في سيارته. اما في هذه السفرة فلم اسمع بتاتا وفي اي تاكسي مما كنت قد تعودت عليه لسنوات. ولكني لم اجرؤ لسؤال السائق عن اسباب التغير هذا؟
ظهر الجمعة الماضية استقليت تاكسي ليأخذني الى بيتي ففوجئت بأن السيارةكانت تهتز نتيجة لارتفاع صوت الراديو الى درجة ان التلاوة كانت غير واضحة وكان السائق شابا "ستريت وايز" فطلبت منه اولا ان يخفض الصوت لان الصوت العالي يؤثر على حاسة السمع فنظر الى الخلف حيث كنت جالسا واعتقد بأن ربطة عنقي وشعري الاشيب وجاكيت بليزر الذي كنت ارتديه اقنعته بأنني دكتور  واعتقد بأنه اقتنع بنصيحتي الطبية وخفض الصوت الى درجة مقبولة وبسرعة تبرعت لوجه الله  بنصيحة طبية اخرى اذ قلت له بأن الاصوات المرتفعة لا تؤثر على حاسة السمع فقط بل تؤثر على قابلية التكاثر عند الرجال وبسرعة البرق اطفاء الراديو ونظر الى الخلف مستحسنا نصائحي الطبية المجانية , وعبر عن شكره لنصائحي عمليا عندما رفض ان يأخذ مني اجرته ولكني تركتها له على الكرسي وودعته.
من احدى اسباب  سفرتي الحالية لمصر هو اني كنت بحاجة للذهاب الى مكتبي القديم "الفاو" والواقع قرب وزارة الزراعة  في  حي الدقي للحصول على ما جد حول موضوع المياة في منطقة الشرق الادنى حيث انني سأذهب من القاهرة الى لندن لحضور اجتماع ينظمه مجلس اللوردات البريطاني وتحت رئاسة الامير حسن.
في السنوات الاولى لوصولي الى القاهرة كانت الرحلة اليومية من بيتي لمكتبي في الدقي  تستغرق اقل من نصف ساعة  اما الان فالرحلة  تأخذ اكثر من ساعة رغم السرعة التي يقود بها "تاكسيات"القاهرة سياراتهم والتي تحسنت نوعياتها  كثيرا. لذا احتمالات الحديث مع السواق كانت كثيرة ومتنوعة ففي زيارتي الاولى للمكتب  بعد يوم واحد لوصولي الى القاهرة  كان راديو التاكسي موجها لاذاعة اخبارية وذكر المذيع بأن احد المسئولين الايرانيين قد صرح بأن الصواريخ التي اطلقت من غزة كانت ايرانية. وهنا ألتفت السائق العجوز الى قائلا " امال الفلسطينين عاملين دوشه ويقولون بأن الصواريخ دي من صنعهم اي والله القرعة تتباهى بشعر اختها". وكان على ما يبدو ان موضوع الفلسطينين وغزة سيكون حديث الساعة في التاكسي. واستمر في حديثه متهكما على احتفالات الفلسطينين في غزة  بمناسبة انتصارهم على اسرائيل وقال  ان الغزاوية يذكرونه بأحمد سعيد في حرب الايام الستة عندما كانت اسرائيل تدمر قواتنا الجوية ولكن احمد سعيد كان يصرخ بأن الطائرات الاسرائيلية تتساقط  كالذباب وبأعداد خيالية. وقال " اقولك على حدوتة حول موضوع غزه واسرائيل". فقلت له تفضل والقصه التي قالها لي كنت قد سمعتها في صغري ولكني نسيتها وسردها بطريقه مؤدبة تختلف عن الطبعة العراقية ولنفس الحدوتة. قال كان في احدى احياء القاهره واحد بلطجي ظالم يهابه اهل الحي جميعا وكان مغرما بسيدة متزوجة جميلة وفي احدى الايام قرر ان يدوس على كافة الاعراف واخذ مطواة ودخل بيت السيدة ووجد زوجها في البيت وارتعب الزوج عندما رأى البلطجي وهنا اخذ البلطجي قطعة من الفحم ورسم دائرة وسط حوش البيت وقال للزوج"لو تخرج من الخط  ده لادبحك" وسحب السيدة المرعوبة الى غرفة النوم واغتصبها. عندما انهى  البلطجي عملته المشئومة ترك البيت لتواجه الزوجة المسكينة زوجها الذي لم يدافع عن شرفه  وهنا غضب الزوج موبخا زوجته لاتهامها له  بعدم الدفاع عنها قائلا بأنه قد اخرج قدمه من الدائرة عدة مرات عندما كان البلطجي في غرفة النوم وانهى قصته ملتفتا لي قائلا يااستاذ اكيد انت عارف البلطجي والسيدة المسكينة والزوج الجبان الكلمنجي.


03 November, 2012

مقديشو والامريكان والمطرب السوداني


 استيقظت من قيلوله قصيره استمتعت بها ظهر اليوم مستخدما مكيف الهواء في غرفة نومي رغم اننا في الايام الاخيره من شهر اكتوبر ودفعت جسمي دفعا طوال الممر الطويل بين غرفة نومي والصاله التي اترك فيها الكومبيوتر وفيه كذالك جهاز التلفزيون والذي اتركه دائما لاستلام فضائية العربيه الحدث. واليوم وبعد ان ضغطت على زر التلفزيون لتشغيله ظهر على الشاشه وجه اعرفه وكان الخبر بخصوص تعين سفير للسودان في جنوب السودان والسفير هو الدكتور مطرف الصديق

صوره - 1مع الاخوه السودانيين في افكوى
أن المحطه التلفزيونيه اعطت اهميه للخبر لان هذه هي المره الاولى التى يتم تعيين سفير للسودان في جنوبه. غرابة الخبر هو ان خطوط الحدود الفاصله بين الدول العربيه تم رسمها من اكثر من قرن بمساطر من قبل ضباط مساحه بريطانيين او فرنسيين باقلام وخطوط سوداء ويصر العرب الان على انها خطوط حمراء منزله من السماء ولايمكن المساس بها تحت اية ظروف. ففي خلال العقدين الماضيين تغيرت حدود كثيره اقدم بكثير من الحدود المصطنعه بين دول العرب وازيلت دول واضيفت اخرى الى قائمة الدول في الامم المتحده .لكن الخطوط السوداء التي رسمها الانجليز والفرنسسين اصر العرب على انها حمراء والسبب هو يا اما عندهم مرض عمى الالوان المزمن اوعدم فهمهم للعالم الجديد وتطلعات الشعوب التي تعيش ضمن حدود ماسماه احمد سعيد ايام جمال عبد الناصر بالعالم العربي في اذاعة صوت العرب . انا متأكد بأن خيم التعزيه نصبت في دول عربيه حزنا على تقرير شعب جنوب السودان لمصيره ولا اعرف كيف استقبل العرب تعين اول سفير للسودان في جنوب السودان؟

اخذتني الذاكرة الى فتره زمنيه وقبل اكثر من عقدين وبالضبط في اواخر عام 1988 اي في اواخر ايام سياد بري عريف الشرطه الايطاليه-الصوماليه السابق والذي حكم البلاد 22 عاما. حيث حلت بي رحال الغربه في الصومال كمدير مشروع لمنظمة الفاو, وهناك تعرفت على اصدقاء سودانيين طيبين . نعم طيبين فخلال العقود الثلاثه والنصف التي عملت فيها الشرق الاوسط وشرق وشمال افريقيا لم اجد مثل طيبة السودانين والمصريين وعلى مايبدو ا ان هذين الشعبين يرتون الطيبه من مياه النيل و للسودانيين طيبة مضاعفة لان عندهم نيلين النيل الابيض والازرق. فبعد ايام من وصولي الى الصومال لم اجد عراقيا واحدا هناك وقد عرفت حقيقه بأن جميع الموظفين الدوليين الكورد اللذين عملوا في الامم المتحده ,رغم قلتهم, قد قضوا فتره عمل في الصومال ومن بينهم المرحومين د.اكرم الجاف والدكتور عصمت كتاني والذي كان اول شخص من العالم الثالث يرأس الجمعيه العموميه للامم المتحده وحضر الى الصومال ممثلا عن بطرس غالي وعملت معه لفتره وعرفته عن كثب وقد قامت جريدة عيديد والمسمات بلديق بسبنا وتهديدنا نحن الاثنين لاننا "كورديين" ومازلت احتفظ بهذا العدد من الجريده والمطبوعه بجهاز رونيو

واما الاخوه السودانيين فكان اكثرهم من الموظفين الدوليين واطباء و قاموا بالواجب و بكل رحابه تبنوني انا وعائلتي اذا اصبحنا اعضاء في جاليتهم الكبيره والمنظمه و دعونا الى بيوتهم واكلنا الويكه والملاح والكسره مثلهم. كانت العوائل تذهب صباح كل يوم جمعه الى مزرعة الشيخ زايد في افكوي (صوره1) والتي كانت تقع مباشرة على نهرالشبيلى (صوره 2) وتبعد عن مقديشوا حوالي 40 كم . كانت تلك هي الفسحه الوحيده للعوائل في بلد كانت كل المؤشرات تدل على انها كانت على شفا الهاويه

صوره - 2 مدينة افكوي
مزرعة الشيح زايد كانت شاسعه ومغطاة بأشجار قديمه وكبيره وارفه منها اشجار المنكا والببايا وكانت هناك نوع من القرود في اعالي الاشجار واثناء تواجدنا كانت القرود تحاول اختطاف الاطعمه والحلوى من الاولاد اثناء تجولهم في المزرعه\غابه. من المفارقات المضحكه التي لاانساهه ولاتنساه عائلتي رغم مرور حوالي ربع قرن على الحادث وهو في احدى الجمع حيث كنا متواجدين في الغابه وقبل الغذاء وكالعاده كان زملائي يتهيئون للذهاب الى مسجد افكوي لصلاة الجمعه وجميعهم كانوا يرتدون الجلابيات الناصعه البياض والعمم الكبيره والتي كانت قد جذبت انتباه وفضول ولدي( دانا) حيث كان يريد معرفةعدد لفات العمامة السودانيه وخاصة عدد لفات عمامة صديقي العزيز الدكتور علي كمبال العميد السابق لكلية زراعة الخرطوم وكان كبير خبراء البذور في الامم المتحده في الصومال. قام زملائي بالوضوء في المزرعه كالعاده وقبل توجهم الى المسجد بفتره قصيره لاحظت مشاده بين االقرود والاطفال واذا بالقرود تتسلق الاشجار الشاهقه وبدأت برشنا بزخات متواصله من البول ورغم مرور ربع قرن على الحادث وحتى اليوم و الضحك الذي ينتابني وانا احاول ان اكتب عن موقعة القرود في افكوي وكيف حاول اصدقائي الهروب لاجتناب ماكانت تنزل عليهم من اعالي الاشجار وتبطل وضوئهم وتلوث الجلاليب الناصعة البياض. كان بين المجموعه المتواجده في افكوي طبيب شاب اسمه مطرف الصديق يعمل مع منظمه اسلاميه خليجيه تعمل في الصومال

بعد الانتهاء من رحلة افكوي كان الرجال يجتمعون ليلا في حديقة السفاره السودانيه للعب الورق والطاوله والدومينو وكان السفير يشترك في كل هذه الفعاليات. واستمرت هذه الفعاليات التي كنا نفتعلها للترفيه عن انفسنا وعائلاتنا في بلد كان الامان والرفاهيه فيه مفقوده

يوم 30.6.1989 وقع انقلاب عمر البشير على حكومة الصادق المهدي في السودان. ولم تستغرق انعكاس الانقلاب فتره طويله لالقاء ظلالها على الجاليه السودانيه في مقديشو وبعد يومين او ثلاثه من الانقلاب توجهنا لحديقة السفاره وبدل الطاوله والكارته ظهرت المصاحف لتلاوتها من قبل البعض من زملائنا وعرفت ان السفير رحب بالاوضاع الجديده في الخرطوم واعلان نهاية الترفيه البسيط الذي كنا نتمتع به في تلك الفتره في مقديشو البائسه حيث كانت الاجواء تهيأ البلاد لتكون حاضنه للفوضى والقتل. ان ماحصل لشلتنا اصابتني بنوع من الاحباط, اذ ان عهدي بالسودانيين غير مارأيته في تلك الايام. لقد عرفتهم عن كثب في اوائل السبعينيات مزاملا اعزاء سودانيين من طلبة الدكتوراه في جامعة ليفربول. وعرفتهم اكثر في اواسط ذالك العقد اذ ساهمت في انشاء اول كليه للطب البيطري في طرابلس- ليبيا مع زميلي الدكتور حماد بكادي, وكنا نحن الاثنين رئيسين لقسمين من الاقسام الثلاثه في الكليه ود.حماد كان عديلا للصادق المهدي والذي كان يعيش في طرابلس انذاك. وبمرور الايام كان اكثر اعضاء هيئة التدريس في الكليه الناشئه من السودانيين. والطرفه المتدواله بيننا انذاك كان حول التشابه بين الكورد والسودانين هو ان الكردي عندما يقول"نه" معناه كلا اي تشبثه بارائه مثلهم مثل السودانيين. مارأيت من بعض زملائي السودانيين انذاك وما اراه الان في كوردستان يمكنني الجزم بأن الشعبين اصبحوا لايتشبثون بارائهم كما كان متعارف عنهم في الماضي وفقدوا مزاجهم العصبي الحاد . بعد انقلاب البشير وتغير الاجواء داخل الجاليه السودانيه والاهم داخل حديقة السفاره قلت زياراتي واتصالاتي مع الجاليه
صوره 3: بيتي قبل وبعد الهجوم
واثار الرصاص على الباب
الاشهر الاخيره من عام 1990 شهدت الصومال حوادث خطيره منها كانت دمويه قامت بها المعارضة الصومالية المسلحة وتفرقنا جميعا وتمكنت عائلتي من ترك الصومال قبل سقوطها بيد الثوار بأربعة اسابيع. ومع الايام الاولى من شهر يناير 1991 بدأ هجوم المسلحين على احياء كثيره من مقديشو وخلال شهر تم سرق ونهب البيوت والسيارات و الممتلكات الشخصيه والحكوميه ودمرت مقديشو عن بكرة ابيها . بيوتنا وممتلكاتنا انا والسودانين كانت من الضحايا الاوائل لتخريب الصومال(صوره 3). واما عائلتي فمصيبتتنا كانت اكبر لان الاطفال كانوا يحتفظون بعدد من الحيوانات في الحديقه وعرفت فيما بعد بانها قتلت جميعا من بينها نوع نادر من القطط الوحشية. ( صوره4


في اوائل سبتمبر 1991 رجعت الى هركيسا عاصمة شمال الصومال والتي اعلنت انفصالها عن مقديشو واعلان جمهورية ارض الصومال في 18.5.1991 وحضرت وعايشت مأساة ذالك الشعب التي دمر مدنها سياد بري في اوائل الثمانينيات. عدت الى هركيسا كمسئول عن الاغاثه الزراعيه في منظمة الفاو في شمال الصومل. ان ارض الصومال كانت دوله مستقله معروفه باسم الصومال البريطاني وبعد استقلالها من بريطانيا في عام 1960 اصرت على الوحده مع الجنوب اي صوماليا الايطاليه في الجنوب والتي كانت شبه متخلفه وفيها الكثير من المستوطنين الايطاليين

صوره 4:قط السيرفل الافريقي قتل داخل البيت


إن ارض الصومال قد انفصلت من الصومال وعادت الى ماكانت عليه منذ اكثر من عقدين من الزمن الا انها لم تنل الاعتراف الدولي بهذا الكيان المستقر والمزدهر بعكس الجنوب. ارض الصومال كان ومايزال يعاني من لعنة الخطوط الحمراء التي يفرضها العرب ويبتزون الشعوب التي تعيش في كنفهم علما ان الصوماليين ليسوا بعرب بتاتا وعروبتهم حازوها نتيجة لطمع سياد بري للدولارات النفطيه وادخل بري الصومال الجامعه العربيه عام 1974وهذه كانت بداية مأساة هذا الشعب الجميل والقاطن على اجمل بقعه من شرق افريقيا . الشعب الصومالي ( باجزائها الخمسه) لايوجد مثيل له في تجانسه والتجانس هذا ينعكس في اللغه واللهجه والدين والمذهب والعادات وحتى اشكالهم واكثرهم كانوا من الرعاة الرحل ومع كل هذا اصبحوا من اكثر شعوب العالم منقسما على نفسه كل ذالك بسبب التأثير المباشر لتدخلات ودولارات دول المنطقه الغنيه.

بعد حوالي سبعة اشهر توجهة جنوبا و رجعت الى مقديشو وبدئنا باانشاء عدة مراكز للمعونه الزراعيه و الخدمات البيطريه للفاو في ارجاء مختلفه من الصومال وكانت مواقع مراكزنا تتغير بإستمرار بعد عمليات النهب والسلب والاعتداء على العامليين وحسب مزاج وابتزاز امراء الحرب المحليين . انا شخصيا كنت معرضا لمخاطر كثيره وتهديدات وحتى الخطف في قسمايو. تغير اماكن مكاتبنا ومخازننا وكانت تصاحبه عادة تغير العاملين و تغير الحرس او المليشيات وكانوا عادة من نفس عشيرة واقرباء امراء الحرب المحليين الذين كنا نحل في مناطقهم بعد طردنا من مواقعنا القديمه. وباللهجه العراقيه كنا مثل"ام البزازين" اي مثل ام القطيطات وتنقلها الدائم من مكان لاخر حاملة قطيطاتها.


صوره 5: يوم انزال الامريكيين من  سطح مكتبنا
في عيد راس السنه الميلاديه 1993 لم اذهب لزيارةعائلتي في بريطانيا لقضاء عطله راس السنه معهم اولا لعدم تمكني القيام بذالك لصعوبة السفر وثانيا لاننا في مقديشو كنا بانتظار بابا نويل"فاذر كرسمس" وهدية بابا نويل كان على شكل انزال  32000 عسكري امريكي على الشواطىء الصوماليه مدعومة بالهليكوبترات (صوره5 ). قبل الانزال بأيام ترك جميع اصحاب العيون الزرقاء العاملين في الامم المتحده والمنظمات الدوليه الغير الحكوميه واتجهوا للغرب وكينيا لقضاء عطلة الكريسمس والابتعاد عن الحرب العاصفه التي سيخوضها الجيش العرمرم الامريكي في الصومال لنزع سلاح المليشيات وخاب ظنهم جميعا حيث لم تطلق رصاصه واحده من قبل الطرفين

صوره 7
حضرت انا وصديقي الدكتور الاردني خالد ابو رمانه وصول هدية بابا نويل الى مقديشو, جلب الكثير من الصوماليين صباح ذالك اليوم اسلحتهم ومنها الثقيله لتسليمها الى القوات الامريكيه الصديقه والتي كان من بين افرادها الابن الاكبر لعيديد العريف حسين. لم يتجاوب الامريكيين لطلب الصوماليين بحجه انهم قدموا للصومال لتوزيع الاغذيه و مساعدة الامم المتحده للتخفيف من المجاعه في البلاد وليس لنزع سلاح المسلحين الصوماليين. والسؤال الذي كان يحيرني انذاك واتذكر بأني سألت ممثل الامين العام للامم المتحده المرحوم عصمت كتاني في مكتبه عصر ذالك اليوم بعد ان استقبل كتاني كبار الضبا ط الامريكين وتنفسنا معه كمية هائله من الغبار المتصاعد من سجاد المكتب نتيجة لقيام الضباط بالتحيه االعسكريه والمصحوبه بدك الارض تحت اقدامهم. واردت ان اعرف لماذا ارسلت امريكا هذه الهديه الكبرى والمتمثله بجيش عرمرم لتوزيع الطعام اذا كان بإمكان المنظمات عمل ذالك لو وفروا لنا الدعم اللوجستي والمادي. فضحك المرحوم عصمت كتاني وقال انت جديد على الاميركان و لا تعرفهم "غدا لناظره لقريب". بعد ايام من هدية بابا نويل الاولى للصومال وصلت الهديه الثانيه وكان بوش الاب. لقد عملت مع خمسة ممثلين لبطرس غالي وكوفي انان من عام 1991 لغاية مغادرتي للصومل في اغسطس 1996


صوره 6

الانزال الامريكي منذ بدايته كان مصحوبا بالتوتر وسببه ان الجيش الامريكي والشعب الصومالي يتميزان بمزاج عصبي حاد يشاركهم في ذالك السودانيين وبني قومي الكورد. بعد عشرة اشهر من الانزال الامريكي وبالضبط يوم 3 اكتوبر 1993 وجدت نفسي نزيل الفندق الوحيد في مقديشو وكان اسمه " اوتيل ناس حبلود" في وسط مقديشو, انتقلت الى الفندق بعد ان فقدت مكتبي وسكني وحراسي والعاملين معي .اذا كان مكتبنا واقعا في منطقه تعود لسيطرة الجنرال عديد والذي اخذ يناصب الامم المتحده ومنضماتها العداء معتبرنا ذيولا للامريكان. كنا نزيلين وحيدين في الفندق والنزيل الاخر معي كان السفير السوداني للصومال انذاك واسمه عبد الباقي ويحمل شلوخ على وجنتيه. وظهر ذلك اليوم المشئوم فتح الجحيم ابوابه من حول فندقنا اذ بدأت المعركه المعروفه بين عيديد والامريكان ادت الى موت 19 امريكا وسقوط هليكوبترين و قتل اكثر من الف صومالي. المعركه كانت بعيده عنا بمسافة كيلومترين ولكن كان هناك ضرب شديد من حولنا فنزلنا انا والسفير الى الطابق الارضي والذي كان تحت مستوى الشارع. كان المعروف انذاك بأن الحكومه السودانيه بقيادة البشير كانت على ود مع الجنرال عيديد
 
صوره 10: الاشخاص الذين حموني لفتره طويله

اسم الفندق الذي نزلنا"حوصرنا" فيه انا والسفير السوداني كان اسمه ناس حبلود وتعني بالصوماليه نهود العذراء(صوره6). لا اعرف ماذا حل بالفندق واسمه المتواضع على يد حركة الشباب بعد احتلالهم لمقديشو. ناس حبلود هما تللين موجودين في شمال غربي الصومال وقريبه من مدينة هركيسا( صوره 7). وعرفت بأنه وفي العراق وقريبا من الحدود الاردنيه وبقرب قاعدة الوليد يوجد تللين مشابهين لما موجود في الصومال واسمهما نهيدين

صوره 8: ماتبقى من السفاره البريطانيه-جيراننا
بعد حوادث 3 اكتوبر تمكنت من ايجاد مكتب ومقر جديد للفاو- صوماليا في وسط مقديشو وفي منطقة حمر جب جب و مباشرة بجوار ماتبقى من السفاره البريطانيه.(صوره 8) لقد اخترت المنطقه لكونها قريبه من الميناء ولوجود طريق خلفي يوصلنا لما تبقى من مطار مقديشوالدولي(صوره 9) و التي كانت تحت سيطرة القوات المصريه والتي كنا على اتصال دائم بهم وكذلك لاني سكنت لفتره في تلك المنطقه قبل بدء الحرب الاهليه . كما حصلت على الحماية والترحيب من سكان المنطقه وخاصة ابناء سليمان (صوره 10) وهي واحده من الافخاذ السبعه لعشيرة الهويه الكبيره والتي كان الجنرال عيديد احد افرادها. مكتبنا الجديد(صوره 11) كان يحتوي على سكن ومخازن وسكن للحرس وكراجات وبئر للماء وحصلنا على مولدتين كبيرتين من الامريكان لانارة المكتب والمنطقه والتي نالت الاستحسان من الجيران

صوره 9: مطار مقديشو الدولي
بدأت القيام برحلات مكوكيه بين مقديشو ونايروبي وجيبوتي حيث كنا نحتفظ بمكاتب وموظفين هناك ومستعملا طائرات صغيره تابعه للامم المتحده لجلب المعداة الزراعيه(بذور- سماد-كيمياويات- معدات) ومعدات صيد الاسماك و مواد بيطريه وبشتى الوسائل(منها شجصيه بحته) لبلد زراعي يموت شعبه جوعا و فيه نهرين دائميي الجريان (شبيلي وجوبا) ويملك ثروه حيوانيه تقدر بأكثر من خمسين مليون من الحيوانات المجتره و للعلم فان الصومال تملك نصف عدد الابل في العالم. الصومال لها شواطي غنيه بالاسماك والتي كان يجني خيراتها قراصنه من كل ارجاء العالم مستخدمين بواخر صيد و في نفس الوقت كانت تعمل كمصانع تعليب وحسب علمي بأن هولاء هم السبب في قيام الصوماليين بلانتقام من السفن الاجنبيه اولا ثم قيامهم باعمل القرصنه فيما بعد وكانت الكثير من السفن ومازالت تلقي حاويات ذات محتويات خطيره على الشواطي الصوماليه


صوره 11: ماكتب على سطح مكاتبنا  لتعريف
هليكوبترات الاباجي الامريكيه بهويتنا
ميزانية منظمة الفاو في الصومال والتي كنت ارأسها لاربعة سنوات والتي كانت تقوم بمهام وزارة الزراعه لعدم وجود حكومه, كانت تعادل نصف المبلغ الذي تصرفه الامم المتحده لشراء مياه معدنيه لاستعمال الجنود الباكستانين ذوي القبعات الزرقاء هذا ما صرحت به في احدى المرات لوكالة انباء فرنسيه استلمت على اثره عدة فاكسات ورسائل قبيحه من المقر الرئيسي للمنظمه في روما توبخني على ما ذكرت من حقائق مخجله لما تقوم به(بل لاتقوم) منظمات الامم المتحده المتخصصه



صوره 12 :لفات القات الذاهبه الى الصومال
 من كينيا جوا وبكميات كبيره ويوميا
الطائرات الصغيره السياحيه وطائرات الامم المتحده كانت تستعمل مطار ويلسون الصغير والذى يقع جنوب نايروبي. ففي احدى الايام قامت سلطات الطيران الكينيه بالتشديد على صلاحيات وسلامة الطائرات التي تستعمل المطار بعد حدوث عدة حوادث طيران مروعه, مما ادى الى اضراب الطيارين في ذالك المطار وتركت الشحنات الذاهبه الى مناطق صوماليه مختلفه على جنب الطائرات لان سلطات المطار منعت عمال الشحن من شحنها مالم تحصل الطائره على الموافقه. لقد اكتشفت ووثقت مارأيت انذاك و بالصور(صوره 12) حيث ان الطائرات التي كانت ستنقل لفائف القات الكيني ( لفائف يبلغ وزن الواحده منها حوالي 20كغم مغلفه بالجوت او الخيش المبلل بالماء) الى الصومال كانت اكثر من عشره واما طائرتنا فكانت الوحيده التي تحمل بعض المساعدات الانسانيه الى ذالك البلد المنكوب.

كانت الطائرات من مطار ويلسون تقلع فجرا وصباح احدى الايام وصلت المطار وحصلت على بطاقه الركوب الزرقاء وجلست لوحدي بانتظار الطيار وقد لاحظت وجود شخص اخر يجلس في الجهه المقابله وتذكرته رأسا اذ كان الدكتور مطرف الصديق والذي لم اراه منذ اكثر من اربعة سنوات. واستفسرت منه عن سبب ذهابه الى الصومال فقال لي ان السفير السوداني والذي كان معي في الفندق يوم معركة الامريكان مع قوات عديد قد اختطف من قبل عيديد حليفهم القديم. طمئنته واعلمته بأن العاملين معي في مقديشو سيأخذوننا من المطار الى سكننا وربما سيسهلون له الاتصال بالمخطوف والخاطفين

حال هبوط الطائره على مدرج  مطار مقديشوالمتهالك رأيت الشباب يانتظارنا قرب المدرج. واقترحت على د. مطرف ان يقابل قائد القوه المصريه في الصومال والذي كان مقره في المطار العميد عبد الجليل فخراني رغم برودة العلاقات بين مصر والسودان في تلك الايام. فتوجهنا الى مقر الفخراني وكان له مساعد اسمه العقيد ابراهيم وبعد دخولنا المكتب عرفت زميلي بالعقيد مكتفيا بذكر اسمه الاول مطرف دون ذكر اسباب وجوده في المطار واخبرته بان مطرف يرغب بمقابلة الفخراني. فقال العقيد بأن هناك مجموعه من الصوماليين مع رئيسه وحال خروجهم سيأخذه لمقابلة الفخراني. وبسرعه ظهرت كبايات الشاي المصريه "سكر زياده" وبدأنا باحتسائها على انغام اصوات الرصاص والقادمه من الاماكن القريبه من المطار. وهنا قال العقيد وبكل جديه وتهكم" يا استاذ الدنيا مولعه في مقديشو وانت جاي تغني, وانت حتغني فين انشاء الله" على مايبدو ان العقيد سمع مني كلمة مطرب بدل مطرف


29 October, 2012

KURDISTAN-NAWPERDAN 1966/67 ناوبردان 1966

من اليمين الى اليسار: محمد زياد, عصمت وانلي,عبد الوهاب الجاف, طالب مراد,؟؟
من اليمين الى اليسار: طالب مراد, عبد الوهاب الجاف,حسن حيدر (ابن اخت حبيب محمد كريم) كاكه زياد؟؟
من اليمين الى اليسار: طالب مراد,عبد الوهاب جاف,من موضفي المكتب السياسي

22 October, 2012

دجاج والعجاج



دجاج الحلال


اليوم.. يوم سبت احدى الايام الخريفيه وقد استيقظت قبل قليل واتجهت مباشرة من سريري الذي يحتاج الى تغيير الشراشف ؛الى مطبخ شقتي المطلة على مطار اربيل الدولي لتناول نصف درزينه(دزينه) من الحبوب والكبسولات الطبيه الملونة والتي يجب ان اتناولها قبل الافطار بساعه مع كميه وفيرة من الماء. لقد لاحظت ظلمة المطبخ في هذه الساعه المتأخره من الصباح وحتى من دون النظرخلال الشباك عرفت باننا سنعايش يوم مغبر اخر والذي نسميه بالعاميه العراقيه"عجاج". ان ايام العجاج في بلادنا بجنوبه وشماله اصبحت اكثر بكثير من الايام الصاحيه. وكان العجاج في الايام الخوالي غير محبب وقليل وكان يشار اليه بسؤء طالع اذ كان هناك مثل عراقي يقول "ناس تاكل دجاج وناس ته تلكه عجاج" فالعراقيين جميعهم والملمين بلغة العراق يفهمون المثل ويشير الى التقسيم الازلي بين المحظوظين وغير المحظوظين. إذ كان الغبار الاحمر "العجاج" هو اسوأ مايتجرعه العراقي والدجاج من دون تنافس كانت اطيب اللحوم عندهم واحسن مايتناوله الشخص.
العجاج
اليوم قررت ان لاافكر بالامن الغذائي الكوردي ولا بالعراقي ولا بالعالمي بل بالامن الغذائي الشخصي. ان الثلاجه في المطبخ خاليه من الطعام المطبوخ وانا احوج الى الطعام المطبوخ والمحضر بشكل خاص لكوني اشكو من المرض السكري لاكثر من ربع قرن. لذا تركت دجاجه جامده ذات كفن بلاستيكي على طاولة المطبخ ليل امس على امل ان تكون ذابت اليوم لاعمل بها طعام ممل وغير لذيذ يوفي بمواصفات وشروط تغذية المصابين بدأ السكري والتي نادرا ما اتبع والتزم بها ربما لحياة الوحدة التي عشتها لأكتر من اربعة عقود سعيا وراء لقمة العيش في دول كثيره من دول العالم الثالث ومنها من كانت اكثر من متخلفه.

بعد ان اخذت جرعه الماء مع الحبوب والكبسولات الستة وقع عيني على الدجاجه "الفرخه" المسكينه ذات الكفن البلاستيكي والمكتوب عليها اسم الشركه المستوردة وبلد المنشأ ( البرازيل ) والتأكيد بأن الفرخة مذبوحة بالطريقة الاسلامية الشرعية - اي لحم الحلال- . نعم ان الدجاحه المسكينة الجاثمة على طاولة مطبخي في احدى شقق زكريا في دشت هولير(سهل اربيل) في كوردستان كانت تعيش "ربما" قبل اشهر في قفص ضيق في مزرعة ضخمه للدواجن في ارض تدعى البرازيل تبعد13393 كم عن طاولة مطبخي.
ديوان كسرى العادل-طاق كسرى
 
في خمسينيات القرن الماضي حيث كنا اطفالا في بغداد القديمه قبل تغير معالمها وتركيبتها السكانيه والى الابد .كانت لنا ثلاثة او اربعة رحلات عائلية في السنة خارج البيت,واحدة الى النجف الاشرف ولمدة اسبوعين لزيارة مقبرة السلام ليتسنى لامهاتنا بالبكاء على قبور موتانا ومنهم من كان قد شبع موتا. ان القبور ماكانت الا حائط مبكى حيث كانت امهاتنا وعماتنا يذرفن الدموع الغزيره المخزونه لديهن وتفريغها لمآسي واحزان عاشوها طيلة السنة على قبور موتانا. كذالك كنا نقوم بزيارة او زيارتين ولنهار واحد الى ضريح الامام الكاظم في الكاظمية والقريبة من بغداد والتي كانت احدى الفرص النادرة لتناول كباب الكاظم والطرشي "مخلل" للغذاء في صحن الامام الكاظم.

واما الرحلة الثالثة و كانت عادة في احدى ايام العيد فكانت لايوان كسرى أو طاق كسرى العادل كما يعرف محلياً، هو الأثر الباقي من أحد قصور كسرى العادل آنوشروان، ويقع جنوب مدينة بغداد في موقع مدينة قطسيفون وتعرف محليا ولدى العامة ب (سلمان باك او طاق كسرى) على اسم الصحابي الشهير سلمان الفارسي المدفون هناك. الزيارة هذه كنا نحبها وننتظرها طيلة السنة ولو انها كانت ليوم واحد لانها كانت رحلة للراحة والاستجمام بدل رحلة للطم والبكاء و النحيب وذرف الدموع على القبور والاضرحه. فطوال الطريق كنا نهزج " الى مايزور السلمان عمره خساره" معناه من لم يزور طاق كسرى فان عمره خساره.
اني اذكر سفرة سلمان باك الان كأن له علاقة بالامن الغذائي للعا ئله حيث كان ابي يشتري عدد من الدجاج من هناك وذلك لتربيتها فوق سطح بيتنا وذبح بعضها بين الحين والاخر وحال استهلاكها كنا نشتري الدجاج الحي من سوق الصدريه والتي كانت تبعد من بيتنا اقل من كيلو متر واحد ونذبحها في البيت ونستعمل ريشها للوسائد ( المخدات ) .ما احاول ان اذكره بان الدجاجة اللذيذه التي كنا نأكلها كنا نعرف مصدرها  وربما عاشت فوق سطح بيتنا لااشهر قبل ذبحها وذرفنا الدموع عليها وهي تنحر في حوش البيت وامامنا جميعا وليست كالدجاجة البائسة الموجودة على طاولة مطبخي الان والتي قطعت مسافة 13393 كم للوصول الى مطبخي في هذا اليوم المغبر. والتي كان من المفروض خزنها بدرجة"-18"من ساعة خروجها من المجزره من ولاية بارنا البرازيليه وحتى وصولها شقتي في اربيل,ياترى هل تم ذالك؟؟

 ان هذه الدجاجه الموجوده على الطاوله وصلتني كوحدة متكامله وليست كقطع مثلما تباع في مطاعم الدجاج وبمسميات كثيره والتي ربما استورد كل قطعه منها من دوله مختلفه(امريكا,برازيل ,ايران ,تركيا) ويتم تجميعها في علبة كرتونية بعد ان تقلى بزيت اعيد استعماله عدة مرات و يستهلكها المواطن المسكين وعادتا مصحوبا بعائلته في المطعم او ( تيك اواى ) يتناولونه ا مع الكاتشوب وبالهناء والشفاء. والغريب اني لاحظت ان  بعض العلب  الكارتونيه الحاويه على قطع الدجاج هذه و المتعددت الجنسيات,مكتوب عليها وبالغه الانكليزيه حافظ على نضافة بريطانيا؟؟؟ 

 بعد كل هذا أليس اكل الدجاج و تلقي العجاج متساوية. وللخروج من هذه الدوامه علينا ان نركز على انتاجنا المحلي.؟؟


17 October, 2012

التجمع العربي لنصرة القضيه الكرديه-تصريحات ياسين مجيد

التجمع العربي لنصرة القضية الكردية
بيان
تصريحات ياسين مجيد تثير العداء والكراهية ضد الشعب الكردي
دأب عدد من أعضاء قائمة دولة القانون والبعض الآخر منذ فترة غير قصيرة على إعطاء تصريحات نارية مناهضة لإقليم كردستان والسيد رئيس الإقليم مسعود البارزاني وسياسة حكومة الإقليم متهمين الإقليم بوجود علاقات له مع إسرائيل بما في ذلك التزويد بالسلاح مرة , وبوجود رغبة لدى الإقليم في الانفصال عن الدولة العراقية مرة أخرى , وأخيراً اعتبر النائب عن دولة القانون ياسين مجيد أن رئيس الإقليم يشكل "خطراً حقيقياً على العراق" وأنه يسعى ليجعل الإقليم أقوى من بغداد!
إن مثل هذه التصريحات الأكثر استفزازية وعدوانية التي أطلقها ياسين مجيد لا يمكن بأي حال أخذها بمعزل عن عدة مؤشرات خطرة تجري اليوم على الساحة السياسية العراقية نشير إليها فيما يلي:
1. تفاقم السياسات الفردية لرئيس الحكومة واستحواذ حزب الدعوة الإسلامية على الكثير من المراكز والمواقع المهمة في الدولة العراقية , سواء أكان في القوات المسلحة بمختلف أصنافها , أم في الأجهزة الإدارية , إضافة إلى سعيه للسيطرة الكاملة على الهيئات المستقلة كالبنك المركزي , كما حصل أخيراً بإقالة محافظ البنك المركزي المستقل والخبير المالي المتميز , وتعيين من يأتمر بأوامر رئيس الحكومة , والمفوضية المستقلة للانتخابات.
2. تراجع مقلق جداً في الحرية الفردية والحريات العامة والحياة الديمقراطية التي تجد تعبيرها في الموقف من منظمات المجتمع المدني والهجوم العسكري الأمني الشرس ضدها , مقترنة بزيادة أفقية وعمودية في دور قوى الإسلام السياسية وتأثيرها ونفوذها في الحياة اليومية للمجتمع والفرد العراقي.
3. التوجه صوب المزيد من التسلح والتوقيع على عقود بمليارات الدولارات الأمريكية لا لمواجهة العدو الخارجي , إذ لا طاقة للعراق بذلك , بل يتضمن التهيئة الطويلة الأمد نسبياً لمواجهة الفيدرالية الكردستانية وإثارة مخاوف مشروعة لدى شعبها المناضل من أجل توطيد السلم الأهلي. إن صرف المليارات للتسلح لن تنفع العراق في الدفاع ضد عدو خارجي , بل هي بالأساس غير موجهة ضد الإرهابيين الذين عجز المالكي خلال السنوات السبع المنصرمة على التصدي الفعلي لهم , فيومياً يسقط عشرات العراقيات والعراقيين صرعى على أيدي قوى الإرهاب والتطرف الديني والمذهبي , بل يجري العمل بوجهة أخرى.
4. الرغبة الجامحة في زيادة إيرادات النفط الخام لا للصرف على مشاريع التنمية الوطنية والمشاريع الاقتصادية الإنتاجية والخدمية الضرورية للمجتمع بل لتعزيز نفوذ رئيس الوزراء في الدولة , ومنها القوات المسلحة , وشراء تأييد المجتمع بالأموال والعطل الإضافية ..الخ.
5. التطابق المتعاظم مع السياسات الإيرانية في المنطقة ومع سوريا وفي الحقول الداخلية , وخاصة الدينية وذات الوجهة الطائفية التي تشكل تهديداً جدياً للمجتمع المدني الديمقراطي الذي يحتاجه المجتمع العراقي.
6. وأخيراً وليس أخراً تجسد الرغبة الجادة لدى دولة القانون ورئيس الحكومة في عرقلة جهود السيد رئيس الجمهورية بعقد المؤتمر الوطني وحل المشكلات العالقة من خلال تصريحات وإجراءات من هذا النوع , إذ من مصلحة هؤلاء وحزب الدعوة جعل التوتر والاستقطاب سائداً في العراق لاستمرار البقاء في السلطة السياسية.
في هذا الإطار العام يفترض أن ينظر إلى تصريحات ياسين مجيد , إذ إنها لا تبتعد عن رؤية وسلوكية حزب الدعوة المسيطر على اغلب أجهزة الدولة وجمهرة من نواب قائمة دولة القانون وسياسات الحكومة العراقية.
إن الأمانة العامة للتجمع العربي لنصرة القضية الكردية إذ تشجب بشدة تصريحات ياسين مجيد والسياسات التي تريد تشديد الصراع مع الإقليم وزيادة التعقيدات في الخلافات المستعصية داخل العملية السياسية كلها بدلاً من دعم جهود السيد رئيس الجمهورية والقوى السياسية الوطنية لإيجاد حلول عملية للمشكلات والأزمة الراهنة , والتي تعتبر جزءاً من محاولات التصعيد وصولاً إلى دق طبول الحرب ضد إقليم كردستان العراق , تطالب في الوقت نفسه بإدانة مثل هذه التصريحات والسياسات الطائشة من جهة , وتطالب بالدعوة إلى مؤتمر وطني عام يضع حداً للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية المتردية في البلاد ولصالح وضع حدٍ للتجاوزات الجارية على الحرية الفردية والحريات الديمقراطية والهيئات المستقلة والعمل الجاد والمسؤول من جانب الطرفين لمعالجة المشكلات كافة والعقد الفعلية القائمة في العلاقة بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية من جهة أخرى.
الأمانة العامة
التجمع العربي لنصرة القضية الكردية
حرر في 17/10/2012


08 October, 2012

TAXI 4:بين بغداد والقاهره

 
بعد فترة نقاهة  ومراجعات كثيرة مع مستشفى الراهبات في مقاطعتنا في ويلز- بريطانيا وبعد ان حصلت على موافقة على سفري من طبيبي الخاص وصديقي الشخصي (رغم انه لم يقتنع كليا بما قررت انا العمل به) وللمرة الرابعة اتصلت بالخطوط المصرية في لندن لاعادة حجزي من لندن الى اربيل عن طريق القاهرة . توكلنا على الله ووصلنا الى القاهرة قبل ثلاثة ايام واخذت تاكسى من مطار القاهرة لشقتي المتواضعة في المعادي خلال رحلة دامت حوالي الساعه نظرا للازدحام الغير الاعتيادي علما باننى لم ارى شرطة المرورفى هذا الطريق - رغم تأكيد المصريين على عودتها -  والحمد لله فلو كانوا متواجد ين لكانت رحلتي من المطار الى البيت تأخذ ضعف الوقت الذي استغرقته.
 
 خلال يومان استقليت عده تاكسيات وعرفت عن وضع مصر اكثر بكثير من بعض السياسين الجدد في البلاد. وها انا أجلس في كافييه "سلنترو" احاول ان ألملم افكاري واجمع شتات ما سمعته من اصحاب التاكسيات لاكتب حلقة جديدة لمقالات التاكسي . أستعددت للكتابة و احضرت ذهنى و فتحت النت ففوجئت  برسالة جميلة من صديق عزيز بعث لي مقالة لكاتب عراقي يتكلم عن تجربته في تاكسي في بغداد. و بعد اطلاعي على محتوى الرسالة توقفت عما كنت انوي كتابته عن تاكسيات القاهرة و قررت نشر ما وصلني  عن تاكسيات بغداد عملا بالاقربون اولى بالمعروف.
طالب مراد
القاهره- 5.10.2012
 
اللعب بالاعضاء الجنسية بين الزوجين حرام
بقلم: نوري جاسم المياحي
نظرا للتقدم بالعمر وتردي الحالة الصحية ...فانا افضل البقاء في البيت نائما انطلاقا من الحكمة القائلة ( الما بيه خير نومه اخير ) ولكثرة ما يتردد واسمعه عن مأسي الحياة اليومية في بغداد هذه الايام وصعوباتها كما يرويها لي ابنائي وبناتي عند عودتهم عصرا من الدوام الرسمي ... لانني عاطفي شوية زيادة عن اللزوم ولا اتحمل الالم وانا اشاهد الناس تتألم ..
بالامس دعوت لحضور ندوة حوارية ثقافية ادبية حول موضوع ( لعب الازواج بالاعضاء الجنسية حلال او حرام ؟؟؟) فوجدت ان الموضوع شيق ومثير للاهتمام ...وان كل مشاكل مجتمعنا السياسية والالقتصادية والدينية والطائفية ستحل اذا توصلنا الى نتائج حاسمة في هذا الحدث الجلل ...فخالفت نظرية ( النوم ) وقررت ترك البيت وحضور الندوة ...
فخرجت ماشيا متثاقلا الى الشارع واشرت لاحدى سيارات التاكسي بالوقوف ...واذا برتل من سيارات التاكسي تتوقف واحدة بعد الاخرى ...وبعد الحوار والمساومة حول اجرة النقل الى مكان الاجتماع ...لم اتمكن من الاتفاق على الاجرة الا مع خامس سائق لنقلي من ابو غريب الى الكرادة ...وعلى سعر يبلغ 25000 دينار ...بعد ان كان الجميع يطلب 50000ينار بحجة انه سيقضي اليوم بكامله في الطريق وانه لن يحصل على (كروة ) ثانية ..ومبررا ان نصف الاجرة ستذهب للبنزين واستهلا ك السيارة ...فرضخت اخيرا لانني معجب بموضوع الندوة بالرغم من ان الاجرة ستقضي وستأكل على اكثر من ضعف بمرة ونصف من راتبي التقاعدي لذلك اليوم ..
وبما ان الوقت في العراق يتوقف ولايتحرك في نقاط التفتيش فكنا انا والسائق نتبادل الحديث ولاسيما وان السائق ليس شابا واقدر عمره ما بين 50—60 سنة واثار البؤس والشقاء مرسومة في تجاعيد وجهه ومليئة بالقسوة والمرارة ..وشحون الحياة عبر العمر كله ...من حرب الشمال وحرب ايران واحتلال الكويت والاحتلال الامريكي واخرها احتلال دول الجوار ..كلها هم وحزن وشحططة وكليب مجروح ...
وهنا انفتح السائق وبشكل قع ونزل حدرة ... سابا شاتما الاوضاع السائدة في البلد ...فلم يبقي احدا من القادة والساسة والنواب وبدون استثناء الا ولعن سلفة سلفاه ...وانا احاول تخفيف الام المسكين ...وانينه واكرر عليه كلما طال توقفنا في نقاط التفتيش ...
اخي يقول علمائنا الاجلاء والعظام ( اذا طال عليك الانتظار فعليك بكثرة الاستغفار)... وهنا انفجر غاضبا ...( ما تسكت حجي ...مو شكيت بطني ...يا استغفار يا بطيخ ؟؟؟ هم ذوله يفيد وياهم استغفار ؟؟؟ ذوله ما صدكوا يستلمون الحكم ...الا وكبروا العمامة البيضاء والسوداء ..واطالو اللحي وقصروا الشارب وكبروا حبات السبح وزادوا من عدد المحابس والوانها... والبعض منهم قصر الدشداشة...هذه هي مستلزمات العبادة عند الاكثرية منهم ... اما معاناة الفقيرفنسيا منسيا ...
وللامانه الموضوعية ان السائق افحمني بحجته ...وكانه لم يكن انسانا عراقيا بسيطا خرجته جامعة الحياة والفقر والظلم والحاجة ولكنه كان خريج جامعة السوربون في باريس ..وعندما وصلنا احد الجسور كانت الالاف السيارات متوقفة ويلاحظ الملل والتأفف والتمرد والاحتجاج على وجوه السواق والركاب من طول الانتظار...والكل تهز رؤوسها واياديها تعبيرا عن النقمة الصامته ...
وهنا انفجر السائق متسا ئلا ( يأ حجي بربك هو احنا المواطنين ؟؟ جا نفجر السيارات ؟؟ ونهرب السجناء المحكومين بالاعدام ؟؟ونستخدم الكاتمات ؟؟؟ لو السبب الحقيقي هو الفساد والرشوة ومنهم بيهم ؟؟) ... كلما تطك طاسة بالحب ...تشوفهم يكثرون نقاط التفتيش ويمرمرون المواطن المسكين ...المسؤول هو فاشل ومو شغلته و لو يرتشي ...والمواطن يتعاقب بدلا عنه... وها ما تصير غير بس بالعراق ...وحتى الله مايرضه عليهم ...ونزل حدرة سب وشتيمة ..
وهنا سألته ...لماذا انتم ساكتون ؟؟؟لماذا لاتحتجون ؟؟ اطلعوا مظاهرات ... وهنا اجابني ...حجي لاتسوي روحك غشيم ...كلنا اصحاب عوائل ونريد نعيش ..هسه يعتقلونا ويموتنا ...لو يقتلونا بحجة احنا ارهابيين ...خليهه مغطاية ...ما يخلصنا منهم الا رب العالمين وحده ...لو يموتنا ألنه ... لويموتهم الهم ... لو تجي امريكا تخلصنا منهم مثل ما جابتهم ...
وهنا قلت له ...يرحم امك وابوك ما تدوس على هورن سيارتك ؟؟؟...ولم يكذب الرجل الخبر ...فتعالى صوت الهورن ملعلعا منتفظا صارخا ... وعندها سألني ما الغاية من الهورن ؟؟؟اخبرته ... لو كان كل اصحاب السيارات والتي تتجاوز الالاف من اطلاق الابواق (الهورنات في ان واحد ) لوصل الضجيج الى عنان السماء فينزل الرعب والخوف في قلبهم مما يضطر المسؤول عن نقاط التفتيش الى فتح المرور ...وانتظرنا عسى ان يشاركنا احدا بالضغط على هورن سيارته ...ولكن لا أحد تجاوب معنا ...بل بالعكس شاهدنا سائق السيارة التي امامنا نزل من سيارته وتوجه الى السائق وهو يصرخ عليه ويريد يتعارك معه ويصيح ( شخبصتنه انت ؟؟ تريدني اطير على السيارات ؟؟ ) وبعد ان افهمناه بالموضوع ...عاد الى سيارته وداس على الهورن (بحركة قلب ) منفسا عن عصبيته وغضبه ..وهنا ايدني السائق ...والله خوش فكرة
واستطرد قائلا ...لو كل السواق يطبقون هذه الطريقة ...لافزعوا وخوفوا حتى سكان المنطقة الخضراء نفسهم وبما فيهم السفارة الامريكية والبريطانية وكل الحبربشية ... ولكن للاسف شعبنا جاهل وتعبان وجبان ...والساسة والمسؤولين اغبياء وفاشلين وما يعرفون شلون يتعاملون ويه الوضع وثق يا حجي سياتي يوم ياكلوها غسل ولبس ...
وعندما وصلت مكان الندوة وجدت الحوار قد شارف على الانتهاء فسألت الجالس الى جواري ...الى ما توصلتم في الندوة ؟؟؟ اجابني متبرما وغير راضي عن النتيجة ...اللعب بالاعضاء الجنسية بين الزوجين (حرام ثم حرام ثم حرام ) ...
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا ...