20 April, 2011

امريكا بين بنادر (مقديشو)1993 وبغداد 2003


وصلت إلى بنادر( مقديشو) قبل اكثرمن عقدين من الزمن وبقيت فيها ثماني سنوات للعمل كمستشار ثم ممثل لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو). وصلت صباح يوم جميل وانبهرت بالبيوت الجميلة و المدينة الصغيرة الواقعة على المحيط الهندي؛ حيث ان البيوت كانت تطلى سنويا باللون الأبيض للحوائط و الأزرق للأخشاب وكان هذا أمرا إلزاميا. ولم يكن بالمدينة كلها سوى عمارة واحدة بمصعد كهربائي. هذه المدينة التي ارتبط بها أماني الشعب الصومالي وكانوا يحلمون بأن تكون عاصمة للصومال المنقسمة إلى خمس دول مثلما تؤشر النجمة الخماسية الزرقاء التي تتوسط العلم الصومالي.
بعد الحرب العالمية الثانية كان الشعب الصومالي مقسم إلى: الصومال الفرنسي،
وهو جيبوتي الحالية ، وهناك الصومال البريطاني (شمال الصومال الحالية ) أو ما يسمى بأرض الصومال، ثم الصومال الإيطالي وهى جنوب الصومال الحالية، وهناك المنطقة الشمالية الشرقية في كينيا، وأخيراً مقاطعة أوغادينا في إثيوبيا.
في أغسطس/ آب 1944 وبعد سقوط الحكم الفاشي في إيطاليا طلبت بريطانيا جمع كل هذه المقاطعات في دولة واحدة، لكن الأمريكيين رفضوا لأن حليفهم الإمبراطور هيلاسي لاس في إثيوبيا كان معارضا للاقتراح البريطاني، و هذا ما سبب بعض المشاكل بين الدولتين الكبيرتين. و منذ ذلك الوقت وإلى الآن لم ولن ينسي الصوماليون هذا الموقف الأمريكي. فعداء الصوماليين للأمريكان له جذور تاريخية. والموقف الأمريكي بالنسبة للصوماليين يشبه موقف العرب من وعد بلفور البريطاني إذ لازال الكثير يحمل غضبا ضد بريطانيا بسبب هذا الوعد. وفي أواسط 1960 أعطت كل من إيطاليا و بريطانيا الاستقلال لكل من الصومال الإيطالي و البريطاني، و لأول مرة اتحد جزءان من أجزاء هذا الوطن المشتت، و كونوا جمهورية الصومال و التي غدت عاصمتها مقديشو.
ويعد الشعب الصومالي من أكثر شعوب العالم تجانسا فجميعهم مسلمون، سنيون شافعيون. وأكثريتهم الساحقة كانوا و لازالوا رعاة ماشية وجمال. هذا التجانس يتضح في  التقارب الشديد بين اللهجات المختلفة للغة الصومالية وذلك بعكس شعوب أخرى في المنطقة. ويمكن أن يعزى تشتتهم وعدم وجود كيان لهذه الأمة لكونهم رعاة رحل، وعادة فإن الرعاة الرحل أينما وجدوا لا يكونوا كيانات سياسية بعكس المجتمعات الزراعية. و يملك الصومال أكثر من 60% من إبل العالم.
ومعروف أن الشعب الصومالي ليس شعبا عربيا، ولكن طموحات سياد برى وطمعه في الدولارات النفطية جعله ينضم إلى جامعة الدول العربية عام 1974 أي بعد 14 عاما من استقلال الصومال (أو بالأحرى الاتحاد بين الصومال البريطاني و الإيطالي). و جدير بالذكر أن انضمام الصومال إلى الجامعة العربية عاد عليها ببعض النفع وكذلك بعض المكاسب الوقتية أو المحدودة مثل مزرعة ومعمل قصب السكر الذي بناه الكويتيون بمبلغ 80 مليون دولار في جنوب الصومال، وقد شاهد ت شخصيا تفكيكه من قبل تجار الحرب المحليين عام 1992 في قسمايو الذين باعوه لاحقاً بمليون دولار كمخلفات معدنية لتجار الخردة، و تم شحنه كاملاً  الى ميناء مومباسا في كينيا.
و كان هناك مصفاة نفط في مقديشو بنيت من قبل العراق، لكنها ومنذ عام 1988 توقفت  عن العمل وتهالكت مع الزمن. و أما مصر فقد أرسلت البعثة الأزهرية و التي ضمت حوالي 400 مدرساً، ثم وصل عدد كبير من المنظمات و المؤسسات من دول الخليج و هذه بدورها أدخلت الحجاب أولا، ثم النقاب، ثم المصائب كلها. علما بأن سياد برى جاء إلى الحكم بانقلاب عسكري وأنهى الحكم المدني عام 1969 وفي نفس فترة وصول الديكتاتور "عيدي أمين" إلى أوغندا و"العقيد القذافي" إلى ليبيا و حزب البعث إلى العراق وسوريا. كما حدث الانقلاب في السودان وتغيرات "تسلطية" كثيرة في المنطقة ككل، ويبدو أن الصراع بين الدول الكبرى أخذ يلقي بدوره تبعاته علي المنطقة.
فبعد انقلاب عام 1969 و مجيء الدكتاتور برى إلى الحكم، انقلبت الأمور رأسا على عقب في تلك لجمهورية الفتية، وركب برى موجة الحرب الباردة وتوجه إلى الإتحاد السوفيتي طلبا للسلاح و الخبراء العسكريين، بينما استمر الأمريكان في مساعدة الإمبراطور هيلاسي لاسي وتاليه منغستو هيلا مريام الذي وصل للحكم في إثيوبيا عام 1974. ومن ناحيته ركب هذا الدكتاتور الجديد في أديس أبابا هو الآخر موجة الحرب الباردة و تحالف مع الإتحاد السوفيتي ومن ثم احتد الأمر بين الدكتاتوريين الجارين، و نشبت حرب "أوغادينا" الشهيرة بين عامي 1975 -1977، واحتلت القوات الصومالية أوغادينا(الصومال الاثيوبي)، ولكن وصول 50 ألف كوبي إلى إثيوبيا قلب الأمور رأسا على عقب، و ترك سياد برى أوغادينا بعد فشله فشلا ذريعا فأحكم قبضته أكثر على الشعب في الداخل (تماما مثلما فعل صدام حسين عقب مغامرته الفاشلة في الكويت). ونتيجة للحرب، تغيرت المعادلة: فقد اصطف برى مع الأمريكان أعدائه السابقين، بينما اصطف منغستو مع المعسكر الاشتراكي، واستمرت الأمور في التدهور من السيء إلى الأسوأ، وفى عام 1982 احتد الصراع بين الشمال (الصومال البريطاني سابقا و عاصمته هرجيسا) و الجنوب (الصومال الإيطالي) و دمرت طائرات سياد بري كافة مدن الشمال، و فر عشرات الآلاف منهم إلى إثيوبيا و اليمن. و استمرت الحروب القبلية المميتة تنخر بجسم الصومال حتى يناير 1991 حتى احتل الجنرال عيديد العاصمة مقديشو و هرب سياد برى و قبيلته و تركوا مقديشو (مثلما مرت به بغداد بعد سقوط صدام).
 أقف عند هذا المنعطف حيث أتذكر جيدا و ذلك في أوائل عام 1989 حيث عين في ذلك الوقت وزيرا جديدا لوزارة الثروه الحيوانيه (وزارة ثروت الحيوانات والغابات والمراعي ؟؟).   وتصادف وجود مكتبي إلى جوار مكتبه في الوزارة بمقديشو. و كان شابا تدل ملامحه على الذكاء,لقد كان  اصله من قبيلة اسحاق وهي اكبرقبائل شمال الصومال، وذات يوم في جلسة صفاء معه بمكتبه ، سألته لماذا لا يجلس الصوماليون مع بعضهم البعض ليحلوا مشاكلهم، فقال لي ما لم أتوقعه وهو أن عائلته في السويد منذ فترة وهو لا يهتم بالذي سوف يجري. فقد كان يعنى ما نقول في العراق "نارهم تأكل حطبهم".
الصومال و أمريكا: مرارة لها تاريخ

بعد هروب سياد برى تدهور الوضع في الصومال إلى درجة كبيرة و انتشرت المجاعا ت في بلد فيه نهريين دائمين وثروة حيوانية تقدر ب50  مليون رأس وأراضى زراعية خصبة و ساحل طوله حوالي اكثر من3300 كم يطل على المحيط الهندي والبحر الاحمر و الذي يعتبر من أغنى مياه  الكره الأرضيه بالثروة السمكية، مع كل هذا أصيب الشعب الذي لا يتعدى 6 ملايين نسمة بالمجاعة ومات عشرات الآلاف (وأنا شاهد على ذلك). فالمساعدات كانت آنذاك مقتصرة على بعض المنظمات الغير حكومية الأوروبية و شيء يسير من الأمم المتحدة. و أستمر الحال على ذلك وبعد نجاح كلينتون في نوفمبر 1992 بالانتخابات الأمريكية و فجأة و بعد شهر واحد من نجاح كلينتون، قرر بوش الأب إرسال 32 ألف جندي إلى الصومال واحتلت ميناء مقديشو (كنت حاضرا في الإنزال) و حضر آلاف الصوماليين لتسليم سلاحهم و لكن الأمريكان رفضوا بحجة أنهم جائوا للمساعدة في توزيع الغذاء و ليس لنزع السلاح. يا للهول 32 ألف جندي لتوزيع الغذاء!
 بعد خمسة أشهر من الإنزال الأمريكي أي في عهد كلينتون في مايو/آيار 1993، سحب غالبية الجيش الأمريكي و بقى قسم قليل سلمت قيادتها للأمم المتحدة ولكن بشرط أن يكون ممثل الأمم المتحدة هو الأدميرال جوناثان هاو و ليس عصمت الكتاني الذي كان يكرهه عيديد لسبب لا أعرفه. ولكن جريدة (بلديق) أي جريدة الجنرال عيديد قد نعتته وقتها بأنه كردى وكأنه عيب أن تكون كرديا و مازالت احتفظ بهذه الأعداد من تلك الجريدة وعلى ما يبدو أن الأمريكان كانوا وراء هذا الموضوع. وتوطدت علاقتي بالجنرال هاو وكان صادقا للغاية عند النقاش في كثير من الأمور.
في الثالث من أكتوبر/تشرين أول، 1993 قتل عيديد 18 جنديا أمريكيا، ونتيجة لذلك انسحبت أمريكا من المنطقة و تلتها الأمم المتحدة و باب التشابه هنا أن الجمهوريين قرروا إرسال قوات إلى الصومال بعد شهر من فوز الديمقراطيين والذين رفضوا الفكرة من قبل. وفى تلك الفترة العصيبة جلبت أمريكا إحدى ساحراتها إلى مقديشو لحل المشكلة ألا و هي ابريل جلاسبى (يا سبحان الله،التاريخ يعيد نفسه ولا يوجد جديد تحت الشمس) وبما أنني كنت ممثلا لمنظمة الأغذية و الزراعة في الصومال وكان دي مستورة (ممثل الامم المتحدة في العراق  سابقا) ممثل منظمة اليونيسيف وكنا نحضر الاجتماعات الدورية في مكتب ممثل الأمين العام و كانت ابريل جلاسبى تحضر معنا تلك الاجتماعات، كنت أتمنى آنذاك أن أسألها عما كان يقال عن إعطائها الضوء الأخضر لصدام كي يغزو الكويت، ولكن المهنية كانت تتغلب على فضولي.
 في اثناء حكم سياد برى، بنا الأمريكان سفارة كبيرة جدا على أرض واسعة و أحيطت بجدار ضخم حيث أستعمل فيما بعد كمعسكر كبير للقوات الأمريكية و التركية و عدد من المنظمات الأممية (وكانت شبيهة بالمنطقة الخضراء حاليا في بغداد). وكممثل للفاو، فإن مكتبي و مخازن المكتب و الحرس الخاص كانوا في جراج كبير مجاور للسفارة البريطانية السابقة في وسط مقديشو و بقيت فيها سنوات الحرب الأولى وبسبب موقعي بوسط المدينة كنت على علم بالحوادث التي تقع حتى قبل علم قوات التحالف بها

 اتعجب الان حيث من ان مقر منظمة الفاومكتب العراق مازال في عمان ومنذ سنوات واني واثق بان اكثر ميزانية المنظمه تصرف عى ادامة موظفي ومكاتب الفاو في عمان وياحبذالو ان معالي وزير الزراعه يتاكد من هذا الموضوع وهذا التجاوز على سيادة البلاد.
لقد ترك الأمريكيون المرارة في فم الصوماليين مرات عديدة، ففي عام 1944 رفضوا فكرة الصومال الموحد وساعدوا سياد برى بكل قوة أثناء حكمه التسلطي، ثم انزلوا القوات بعد سقوط برى ولكن لم يفرضوا الامن وينزعوا سلاح الميليشيات وهو ما كان ايسر انذك ، و ساعدوا إثيوبيا على احتلال الصومال وأخيرا فشل التدخل الإثيوبي..هذا هو مجمل الدور الأمريكي في هذا البلد.
زار بوش الأب الصومال العام ١٩٩٢ يوم الكريسماس – عيد الميلاد- والتقيت به وقتها، وكنت كغيري لدينا تصور وآمال حول جدوى التدخل الأمريكي ونراه أمرا جريئا، ولكن خاب أملنا وكثيرا ما أقارن تصوراتنا وقتها بالحال الذي آل له هذا الشعب المسكين، تماما مثلما كنا نظن بالحرب الأمريكية على العراق وخاب ظننا أيضا.
القرصنة و الصومال:ليست وليدة اليوم
لقد استهجن العالم عمليات القرصنة الأخيرة في مياه المحيط الهندي المقابلة للحدود الصومالية، و كثيرا ما يذكر في الأخبار أن القراصنة هم رجال البحرية الصومالية السابقين، وكما أرى على شاشات التلفزيون فإن القراصنة أكثرهم شباب بيينما انتهت البحرية الصومالية تماما منذ عقدين من الزمان، وبالتالي لا يمكن أن يكون هؤلاء من البحرية القديمة.
إن القرصنة و السرقة و النهب في المياه الإقليمية أو أعالي البحار المواجهة للصومال لم تبدأ منذ سنة أو سنتين كما يكرر البعض، بل إنها بدأت منذ سقوط نظام سياد برى؛ ففي ظل الفراغ السياسي في الصومال و سقوط الحكومة تُركت المياه الإقليمية لهذا البلد عرضة لأكبر عملية نهب من قبل بواخر (معامل) صيد الأسماك في دول كثيرة، منهما بواخر اليابانيين و الكوريين و عدد من الدول العربية و دول أخرى. وكنت شخصيا مسئولا عن الزراعة و الأسماك في ذلك البلد بعد سقوط سياد برى و إلغا ية انسحاب الأمم المتحدة في أواخر عام 1995.كنت أحلق فوق المياه الإقليمية الصومالية و أرى عشرات السفن تسرق موارد الشعب الصومالي في وضح النهار وفى مناطق قريبة جدا من الشواطئ الصومالية و لم يردعهم أحد، لا دول الجوار ولا الجامعة العربية و لا حتى الأمم المتحدة، بل وتم إبلاغي شخصيا أن أغض الطرف عن هذا الموضوع، أي أن أقوات وموارد الصوماليين كانت تُسرق في صمت لمدة عشرين سنة.وهذا بخلاف البيئة والثروة السمكية التي تأثرت- وبالتبعية يتأثر الانسان بها- بسبب تفريغ العديد من السفن من جنسيات مختلفة للنفايات ومنها كيمياويه على سواحل الصومال..هذا ما كان يحدث لعشرين عاماً وكنت وغيري نراه مرأى العين.
جمهورية أرض الصومال (شمال البلاد)
كما ذكرت سابقا فإن الصومال البريطاني (أرض الصومال) و الصومال الإيطالي قد اتحدا في عام 1960 في دولة واحدة هي الصومال الحالية بعد استقلالها، و هنا جدير بالذكر أن الحالة الاجتماعية و الثقافية في الصومال البريطاني كان أفضل مما كان عليه الحال في الصومال الإيطالي، وقد كان الصوماليين الشماليين وراء عملية الإتحاد إلا أنه على ما يبدو قد دخلوا في شراكة غير متكافئة و التي انتهت بجريمة تدمير الشمال عام 1982. و عند سقوط برى، سنحت الفرصة للشماليين في تنظيم أنفسهم و تشكيل ( حكومة أرض الصومال)، وقد حظوت بحضور عملية رفع علم أرض الصومال في هرجيسا في عام 1991،
كان هناك فرق شاسع بين ما هو موجود في الشمال و الجنوب. إذ أن العاصمة  الشماليه هرجيسا كانت مهجورة منذ عام 1982 و حتى 1991. و أتذكر جيدا عند تحليقي فوق تلك المدينة الكئيبة , مع اول بعثه امميه تصلها جوا ,أنني لم أرى سقفا أو بابا أو شباكا ...نعم فالمدينة كانت مدمرة تماما. و قد عاد بعض اللاجئين من إثيوبيا و كانوا يعيشون بين حوائط بيوتهم السابقة بلا أبواب تحميها، وكمثال فقط لتصوير الحالة المفجعة التي وصلت لها المدينة: حدث أن كانت الضباع تختطف المواليد الصغار من أمهاتهم ليلا. كان يوجد عدد كبير من الضباع في وسط المدينة المهجوره والتي لغمها  قوات سياد بري واصبحت غير ماهوله  لذا اصبحت مرتعا للضباع. لقد زرت مركز الشرطه الوحيد في هرجيسا وتاكد ت من الاخبار وكتبت الموضوع للمنظمه وكالعاده لم يرد علي احد . مازلت اتذكر الامهات تبكي و بحرقه,امام مركز الشرطه, على  اطفالها الرضع الذين اصبحوا طعاما  للضباع وصغارها .
 شخصيا وفي هرجيساعايشة كارثه بيئيه خطيره  ففي المدينه, وعلى تله مرتفعه, كان يوجد المخزن الرئيسي  لكيمياويات  منضومة مكافحة الجراد لشرق افريقيا DELCO وعلى مايبدوا قام الطيران الحربي لسياد بري بقصف المخازن جوا في عام 1982 مما ادى الى تسرب الاف اللترات من المواد الشديدة السميه الى مصادر المياه الجوفيه للمدينه. والمحزن كان الاطفال يتسلقون الحائط الذي بنيناها حول الموقع للحصول على تراب الموقع والمخضب بالكيمياويت وبيعه لمكافحة الحشرات في البيوت والقضاء على قمل الراس.
أما "هرجيسا" فهي الآن منطقة عامرة ومتطورة وأمينة في تلك البقعة من العالم، ومع الأسف لم يعترف بها رسميا من قبل أي دولة او الامم المتحده، رغم أنها كانت منطقة ذات سيادة حتى العام ١٩٦٠ واختاروا وقتها الاتحاد طوعا مع الجنوب.

الصومال إلى أين؟
تركت الصومال يوم الحادي والثلاثين من يوليو/ تموز العام ١٩٩٦, وهو نفس يوم وفاة الجنرال عيديد.. وأفكر بكثير من الأسى في حال الصومال الآن، وغالب ظني أن الحل الذي قد يختصر المعاناة الحالية لأهل هذا البلد هو فيدرالية تضم أقسامه الخمسة ويترك للشعب الصومالي الخيار في الاتحاد لاحقاً.. ولم لا؟ فالصومال ينطبق عليه المثل القائل "ما ياخذك إلى المرغير الأمر" وإذا تعذر ذلك في الوقت الآن فعلى الأقل يتم الاعتراف بما هو واقع حالياً، وهو دولة "أرض الصومال" فهي الأكثر استقرارا من بقية المناطق، وربما يقلل هذا الاعتراف من الجهد المبذول عند محاولة حل  مشكلة بقية مناطق الصومال.
يعتقد بعض الكتاب أن الدولة المركزية كافية لاستقرار أي بلد، لكن التاريخ أثبت أن ذلك ليس ضامنا بمفرده لتحقيق السلم والأمن الداخلي، كما أن الأولى والأقرب للإنصاف أن تعترف الدول بخيارات الأقاليم و القوميات في شكل علاقتها معا ولا تفرض تصوراتها عليها.

16 April, 2011

The fourth pyramid الهرم الرابع

Each of the great pharaohs of Egypt had monuments constructed in the form of temples, pyramids or tombs that can be identified with his reign, the most famous of these being the three pyramids of Geeza. With end of the era of the great pharaohs and their dynasties the building of these monuments died out and the sands of time turned the once great edifices into the archeological wonders we see today. From the time of Cleopatra there were no rulers who left an enduring mark on Egypt until the great Mohamed Ali Pasha, some two centuries ago. The Pasha’s goal was to establish Egypt as a powerful European-Style state and he nationalized Egypt leaving his finger print on many beneficial developments, especially in agriculture, and under his rule the country’s water and irrigation system was developed.

In the 1950’s, under the rule of President Jamal Abdul Nasser, the Aswan dam was constructed across the Nile changing the agriculture and improving the way of life of  Egyptians forever thereby making Nasser’s legacy to his country. Then President Sadat paved the way for three decades of peace with Israel and the peace treaty between the two countries is always linked to Sadat’s name.

President Mubarak announced that he would build ‘a fourth pyramid’ in Egypt, and by doing so his ambition of becoming one of the great leaders of the Nile valley. This outstanding construction was to be the Toshka project by which water from Lake Nasser would be pumped through a 30 Km channel to irrigate the great desert to the south west of the Nile. This development was hailed as the savior of Egypt, the means of ensuring that the food baskets food of Egypt, and the Arab world, would be filled, and provide the job opportunities for the great numbers of Egypt’s young unemployed. Instead Arab landgrabbers bought hundreds of thousands acres of the land targeted by the project at the cheap price of 10$ an acre and the establishment of a research station near the Aswan dam. I saw this posh research station and many others like it in other Arab countries, each supposed to help with improving food production, yet achieving little if anything.

The cost of food in the Middle East is always rising and the countries of the region are heavily dependent on imported food. The cost of the Toshka project was astronomical and the media hype for this ‘fourth pyramid’, the great achievement of President Mubarak, was beyond tolerance. Now, the Attorney General of Egypt is taking a particular interest in the mismanagement of the Toshka land and one wonders what mark in Egypt’s history will eventually be attributed to Mubarak.


14 April, 2011

Changing times in Egypt

The television news yesterday showed the sons of Egypt’s ex-president Mubarak being taken to Toura prison in south east Cairo. The prison is adjacent to a large cement factory that sends clouds of dust pollution into it vicinity but it is not far from the outskirts of the affluent suburb of Maadi where I had lived for many years. I soon found myself reflecting on the changes that the last few months have brought to Egypt.
 Mrs. Suzan Mubarak was a frequent visitor to Maadi’s library and orphanage as she was a patron of both and as a resident of Maadi I regularly saw the preparations for her regular visits. Each visit was heralded by the arrival of large numbers of municipalian trucks carrying potted plants and flowers that were used to line the streets. Maadi is a very green area but nevertheless the plants were brought in to add more colour and a few minutes after Mrs Mubarak’s car had driven away the trucks followed her entourage, stopping en route to collect the plants from the streets and leaving Maadi to go back to normality.
When Mubarak travelled to his home, to the airport to receive dignitaries or for any reason at all the streets were lined on each side by thousands of armed policemen who stood 2-3m apart with their backs to the road while marksmen could be seen on the rooftops of high rise buildings, all to ensure his safety. My office in FAO was situated in Dokki where some of the ministerial buildings where and the movement of ministers with their escorts etc regularly aggravated the already chaotic Cairo traffic. It was also impossible to walk along the pavements in front of the buildings of the ruling party. Now I understand that over 300 of these buildings have been burnt out.
 Throughout their history the Egyptians maintained a respect for authority, indeed it was not uncommon to hear someone call a policeman ‘Pasha’, and we are now seeing TV images of those who were recently in authority wearing the white dress of prisoners. How times have changed.
I have been told that crime in Egypt has increased in the last two months and that life is somewhat chaotic there. I was in Egypt a week before the revolution started and during the frequent taxi journeys I took I talked to the drivers and listened to what they had to say about the changes that had taken place in the last year or so, taxi drivers are the most accurate source of information’s all through the third world.  They talked about many things but their greatest concern was the rising costs of food. By the end of last year the cost of a kilo of tomatoes (Oota) reached 10- 15EGP and I could recall when the price had been a half to one  of an Egyptian pound, two three years ago. A kilo of meat cost 80EGP on average yet it had once been, few years, possible to buy top quality meat in the supermarkets of Maadi for 12-20 EGP a kilo.
 The average wage of a policeman is under 200 EGP, not the 500EGP that some say that it is the official minimum wages, and the black uniformed central security policeman is paid 100-200 EGP a month plus a daily ration of 2-3 pieces of bread made from coarse flour, one or two spring onions and, if he is lucky, some Tameih of Fool.  How can a man be expected to feed himself and a family on such a salary?
While the situation that has led to revolt in Libya is very different, rising food prices, inter alia, were major contributing factors to the revolution and the overthrow of Mubarak, but we shall have to wait and see if food prices or other matters now improve. However it is already certain that this year will see a huge investigation, involving many cases, into corruption involving agricultural land.
The Egyptians are a very friendly people, with great scense of humour, who have been the victims of their rulers and we can but wish Egypt and her people all the best for their future.       

11 April, 2011

MY BIRTHDAY

On a hot afternoon in early July I asked Bill, the van driver for  Leahurst,Liverpool University’s Veterinary Field Station, to give me a lift into Liverpool. Three times a week Bill used to drive the 28Km from the field station  to the main veterinary faculty building which was on Brownlow Hill in central Liverpool, taking the road through the famous, fume filled, Mersey Tunnel. In those days in 1972 a PhD student’s grant was less than £60 a month and a free  return trip was a great opportunity for a few hours away  from the  countryside of the Wirral Penninsula between Merseyside and the river Dee in the hustle and bustle  of the city of Liverpool.
One of Liverpool’s main attractions for me was the huge Lewis’ department store by the Adelphi Hotel on Lime Street, yet being as poor as the proverbial church mouse I could not afford to buy anything from the store! I would usually make my way to one of the student hostels near the university to drink an Estikan, (a tiny tea glass), of tea with one of my fellow countrymen who were also studying in the same university. There were a number of Iraqi students living in those hostels and they all envied me as I lived in the  rural area of Cheshire while I envied them because they were living in the exciting city of Liverpool! Liverpool, the city where you were able to stay out all night if you wished in one of the discos, and not be controlled by curfews as under the decrees of Saddam’ early regime. If I missed the ride with Bill back to the Wirral. I had to catch the ferry across the river Mersey to Birkenhead then catch the number 15 bus that would take the route through the villages of the Wirral and drop me off near Leahurst. On more than one occasion I missed the bus or the ferry and I still do not want to think of those miserable evenings spent waiting by the banks of the Mersey.
 However, before I lose track, back to my trip that day to Liverpool with Bill. I went into Liverpool because I had a cheap return ticket to Baghdad costing the princely sum of £50! I wanted to see my friends and ask them if they wanted me to do something for them in Baghdad (July 1972). In those day were there was no e-mail or mobile phones and making international telephone calls was difficult and costly. After a struggle up Brownlow Hill from Lime Street, carrying my luggage, I finally reached the room of Farouk . Farouk was my friend from Secondary School in Baghdad (1958-1963) and as I opened the door of his small, student room I saw it was full to bursting point. I had interrupted a heated discussion; we Iraqis are renowned for that, between three of my friends and their girlfriends. The girls wanted to know how all three of the boys had the same birthday which, as for most Iraqis in those days including myself, was July 1st.
 My colleagues were grant holders from the Baghdad Government and were either sympathizers with, or members of the Ba’athist Party and they were reluctant to inform the girls that this situation of all Iraqis having the first of July as their birthday was one of the early decrees of Saddam Hussein’s regime. I decided to use my veterinary humour and to get my colleagues out of the situation. I explained to the girls that we had a system for people’s ages that was like that used in the U.K. for giving the age of thoroughbred racehorses. Breeders endeavour to have mares foal close to January 1st as each thoroughbred horse has a birth certificate for the first day of January of the year it was foaled. I do not think that my comment went down well with my friends and indeed they were worried in case someone mentioned my comments to their controllers and that could have a negative impact on their grants. Fortunately I had a two year grant from the Caluste Gulbenkian Foundation. Later I discovered from some Sudanese friends that the government in Sudan also registered the same day each year as the birthday for people born that year, in the case of Sudan it was January 1st, like the thoroughbred horses. While some think birthdays are not important, in our Islamic world we mark the lives of many holy men who were born centuries ago when there were no records, or even writing, yet their followers insist on marking their birthdays as if they have indisputable records of these birthdays.
I enjoy celebrating the birth of my children. I also believe it is a right of the individual to know one’s date of birth and remember the day that your mother struggled to bring you into the world. In recent years more attention has been given to birthdays and families mark children’s birthdays with parties and one recognizes the ‘Happy Birthday’ tune even when the language it is sung in changes. By the standards of the day I was born into quite a family that was quite well off and I was told that when my mother was pregnant with me she used to see Dr Ghali, who I believe was the Minister of Health in Baghdad at one time, and she received good care yet there was still confusion as to the date of my birth. Through my childhood I was told that I was born on the day a local man called Shaaban Alawar killed another man in our alley way!. Shaaban was the murderer’s first name and Alawar means ‘the man with one eye’. So the anniversary of my birth was eclipsed by the anniversary of the murder! I was in fact born on the 29th of September, two weeks before the inauguration of the Food and Agriculture Organization of the United Nations that I would spend nearly two decades working for until my retirement. My wife was born on October 24th, this is United Nations day, celebrated across the world to mark the birth of the UN.  What a coincidence for a UN family.

07 April, 2011

UN Reform is overdue.

Last month the UK threatened to switch funding away from the Food and Agriculture Organization, (FAO) of the United Nations unless it improved its performance. It seems that the wind of change which is sweeping the third world and resulted in the removal of presidents who have ruled and corrupted countries for decades may also sweep through other world establishments.

The clear indications are that, sooner or later, the UN, and specifically its specialised agencies, will face   changes. FAO is one of these specialised UN agencies and for the last four decades the director generals of this organization have ruled their domain with an egotistical manner.

For the first 30 years after its creation in 16th, October 1945 there were Five Director Generals of the FAO ( namely Orr, Dodd, Vincent, Sen and Boerma), However in the last 36 years there have been only two Director Generals, Saoma from Lebanon from 1975 and the current DG Jacques Diouf (from Senegal) who has been in post since 1993.

The increased tenure of the post in the case of the present Director general and his predecessor is marked and there are also some ‘traditions’ that perhaps may be evolving at the same time in the regional offices.

The UN  organizations have been around for more than 66 years while the age retirement of staff in these agencies is only 60-62 years. It is time that these agencies themselves are also retired and closed down or that their working procedures, management, programmes and mandates are drastically altered to fit the changes taking place in the countries they should serve and assist. Clear terms of references, accountability, and duration of posts of those in charge is essential and the organization must evolve with the change in times and the UK is long overdue in questioning whether its taxpayers’ money is being put to good use.