04 July, 2014

كردي فيلي رئيسا لحكومة بغداد المقبله - اعادة نشر

ميخ الكردية !!

أعجبنا للغاية مجموعة مقالات الكاتب العراقي الأستاذ جاسم المطير  و المعنونة باسم " مسامير "و التي بلغت حتى نشر هذا المقال أكثر من 800 مقال، و كنا نأمل أن تتحول هذه المسامير إلى خوازيق قريبا تنال البعث و أعوانه ، و من ناحيتنا حاولنا تقديم هذه المسامير الكردية ، و لكن وقفنا أمام حقوق الملكية الفكرية...... لا نريد السطو على  مسامير الأستاذ المطير ،  لذا نقدم " ميخ "  و هي كلمة كردية تعني مسمار أو مسامير .

ميخ نشرت قبل 9 نيسان 2003 بعدة مواقع اليكترونية عراقية- على شبكة الانترنت، منها موقع صوت العراق و موقع البرلمان العراقي و النهرين و الأرشيف الفيلي و صفحات عراقية و البيت العراقي،و  التي نجم عنها تحرير الشعب العراقي من طاغية العصر صدام حسين و في الآن ذاته وقع العراق تحت الاحتلال الأمريكي،و اضطربت الأوضاع الأمنية بالبلاد كما يرى الجميع على شاشات التلفاز مشاهد الذبح و التفجير اليومية التي تطال المدنين و الأبرياء .

 نشر ميخ تحت اسم أبو دارا* ( ابو دانا او طالب مراد)كنت  انذاك مستشار اقليميا للامم المتحده في مكتب الفاو القاهره
  
 --------------------------------------------------
كردي فيلي رئيسا لحكومة بغداد المقبلة

 ميخ  - 8  - صوت العراق:  تموز 2001

لازالت ترن في أذني الكلمة الشهيرة للعقيد فاضل المهداوي رئيس محكمة الشعب عندما قال في معرض رده على أحد الشهود الراغبين في السخرية منه " يالله يالله ...... احنه مو بلوش" ...... وقتها لم أكن أعلم الكثير أو القليل عن كلمة البلوش هذه ، و لكن في اليوم الثاني و عندما تقدم المهداوي باعتذار مطول عما قال ، عرفت من هم البلوش.

كان مثل هذا الاعتذار قمة النقد الذاتي من رجل ملتزم ، الآن أتساءل مَن من الحكومة العراقية أو بعض المتمسحين في أعتاب المعارضة العراقية لديه نفس هذه الأخلاق و بوسعه أن يعتذر إن تجاسر و أخطأ يوما ما في حق أي قومية من قوميات العراق أو أي من رموزه الوطنية ؟، من لديه الجرأة أن يراجع نفسه و يعتذر إن قلل من شأن أو حق إحدى القوميات، من لديه نفس أخلاقيات المرحوم المهداوي ليفعل مثلما فعل .

ما حداني إلى هذا التفكير هو التحول الكبير الذي يشهده العالم صوب مزيد من الاعتراف بحق جميع القوميات و الأعراق و الأديان في الحياة المتساوية و التمتع بكافة حقوقها مهما تضاءل عددها ، يكفل لهذا الاتجاه الاستمرار موجة من الانفتاح السياسي و التدفق المعلوماتي و هشاشة الحدود المتآكلة بين البشر يوما بعد آخر ، لكن يبدو أن العراق وحده خارج المشهد العالمي ، فلازال و أ هناك من العراقيين من لا يتورع عن سب أصحاب قومية أو دين إن لم يكن بالتصريح فبالتلميح ، هؤلاء يسيرون عكس اتجاه التاريخ و يذكروني في توجههم هذا بالمثل العراقي الدارج الذي يقول " مثل بول البعير  لوره يرجع  " .

نعود إلى البلوش و أقول أن لظروف عملي أتيحت لي الفرصة تلو الأخرى للوجود عن قرب من هذا الشعب و زرت عاصمة إقليمهم "قويته "، ووجدتهم من أطيب الشعوب ، و هم من أصول آرية آي ذوى قرابة مع الفرس و الكرد، و منذ أسبوعين تناقلت الأنباء خبر تعيين الرئيس الباكستاني برويز مشرف بلوشياً في منصب رئيس وزراء البلاد  ليحكم 130 مليون شخص يتكلمون بأكثر من سبعة لغات ، و حسب الإحصائيات الرسمية للباكستان فان البلوش لا تتعدى نسبتهم ال5% من التعداد العام للبلاد – و العهدة على الحكومة الباكستانية في هذه الإحصائيات .

و هنا تعالوا نتخيل مثل هذا الأمر في العراق ، ماذا لو وصل إلى سدة الحكم آشوري أو كلداني ، أو صابئي ، طبعا ستكون هذه هي نهاية العالم لأشخاص من عينة الأخ (......) و أمثاله من العنصريين ، و سيملأون الدنيا صراخا و عويلا بعد أن يقلبونها رأساً على عقب ، و السبب هو أن أحد أبناء الأقليات العددية وصل إلى منصب أعلى في الحكومة ، و هو ما لا يرونه أبدا من حقوق الأقليات ، لأن فهمهم للمساواة و الحرية قاصر للغاية و لا يتعدى حق الأغلبية في الحكم و انصياع الأقلية لها و الرضا بما يلقى لها من فتات و أن تحمد الله على هذا و يكفى أنه لا ينكل بها أو تتعرض للجينو سايد أو الأنفال .                                                                                                                                                                                                         
و لو أن الزمان عاد بنا في العراق عقوداً خمسة أو أكثر مضت و حدث هذا التصور فربما غدا مقبولا ، أو على الأقل لم يكن ليلاقى ما من الممكن أن يلاقيه الآن من معارضة متعسفة ، فالذي حدث بالعراق في العقود الأخيرة هو مزيد التسلط الشوفيني ، و بينما العالم ماضٍ نحو مزيد من إهمال الانتماء القومي كمعيار لتولى منصب رفيع أو حكومي فإن العكس تماماً هو السائد لدى العراقيين حتى في أوساط بعض المعارضين منهم ، تراهم  يخشون وصول هذا أو ذاك لمنصب عال لمجرد انتمائه لقومية أو أقلية بعينها ، حتى كانوا  من المدافعين بالكلمات الآن عن حقوق هذه القوميات .

أتساءل لو نظرنا إلى الأكراد الفيلية باعتبارهم أكراد و شيعية في الآن ذاته ، ألا يمثلون بذلك أغلبية ضمن الشعب العراقي وفقاً لمعايير  الأستاذ ( ... ) " أبو الأرقام - عادل شعلان زمانه " ؟؟  الذي لم يترك قومية أو مذهب أو شخصية بالعراق إلا و نالها بقلمه و لسانه السليط عبر صفحات الجرائد و المواقع العراقية ؟ فهل يشفع ذلك  لأحدهم للوصول إلى الحكم ؟

إن تشدق البعض بحقوق الأقليات الآن في العراق لن يصمد طويلاً أمام الاختبار العملي طالما حصروا هذه الحقوق في مجال ضيق من "حق الحياة و البقاء" ، و هي الحقوق المكفولة عالمياً و دون نقاش للحيوانات و النباتات حفاظا على التنوع البيئي ، بينما المفترض أن حقوق البشر تتعدى ذلك إلى الحقوق المدنية و السياسية بكافة أشكالها ، و لكن أن الأمر سيأخذ وقتاً أطول لتطبيقه و توسيع نطاقه على بنى الإنسان و في العراق تحديداً .
أبو دارا
صوت العراق 

No comments:

Post a Comment