02 March, 2012

مسطرة الأسياد و تصنيف البشر في منطقتنا ميخ-9

 مسطرة الأسياد و تصنيف البشر في منطقتنا
18---ميخ 9 ديسمبر2002
ذكر مشروع البيان السياسي" لمؤتمر لندن للمعارضة العراقية " في فقرته التاسعة حول قانون الجنسية وعودة المهاجرين و اللاجئين العراقيين " إقرار المؤتمر ضرورة تشريع قانون إنساني و عصري للجنسية يلغى تصنيفات المواطنين " و هو مما يحسب لهذا البيان و للمؤتمر ككل .
لقد آن الأوان حقاً للنظر في قوانين الجنسية ليس فقط في العراق بل أيضا في الدول العربية قاطبةً ، فلو ألقينا نظرة على خارطة العالم و قارنّا الحدود بين كافة دول العالم و الحدود ما بين الدول العربية سنرى بكل وضوح دور المسطرة و القلم في رسم الحدود بين هذه الدول ، و تكاد تكون الدول العربية هي الوحيدة التي استعمل فيها الضباط الاستعماريون في القرنيين الماضيين المسطرة و القلم وبشكل مكثف . و لو نظرنا إلى الحدود من موريتانيا حتى الصومال و حتى الحدود العراقية السورية وكذلك الخليج و منذ استقلال هذه الدول العربية و حتى وقتنا هذا سنرى أن حكومات هذه الدول مازالت تدافع عن خطوط " مسطرة الأسياد " و تقسم بها. و الأنكى من ذلك هو أن هذه الدول ألغت كافة القوانين التي أتى بها المستعمرون حين وضعوا اللبنات الأولى لهذه الدول حين استقلالها .
و بعد كل هذه السنوات فإن كافة القوانين القديمة قد ألغيت و أُحل بدلاً منها تشريعات وطنية حديثة كالدساتير و تكوين ذيول لها من قوانين تنفيذية و لوائح و ملحقات و لكن قوانين الجنسية في العالم العربي ما زالت كما هي لم تمس كما تركها لهم العثمانيون والإنكليز و الفرنسيون و الإيطاليون ؛ ففي العراق عندنا مواطن درجة" أ "و درجة "ب" و هذه بدورها مقسمة لفئات أخرى ، وفى الخليج هناك البدون و أنصاف البشر ، و في شمال أفريقيا عندهم مصائب أخرى.
ألم يحن الوقت لإدخال الحضارة إلى هذه البلدان العربية ؟ ، ألم يتعلموا من العالم كيف يتعاملوا مع شعوبهم ؟ ألم يتعلموا من الغرب و أمريكا ؟ . فنحن عندما نضع أقدامنا على شواطئهم و بعد عدة سنوات تكون لنا نفس حقوق المواطن الأصلي فكيف لا نتعلم و نوقف تصنيف البشر على الورق .
مع الأسف لازلنا نرى بعض الأسماء و الأقلام المحسوبة على المعارضة العراقية ممن استقروا في الشواطيء الآمنة للغرب حاصلين على حقوق المواطنة كاملة هناك ، نجدهم ينكرون على أبناء القوميات المختلفة في بلدانهم التمتع بهذه الحقوق إن آراؤهم في هذا الصدد لا تبعدهم عن أبناء العوجة بل تضعهم و إياهم في سلة واحدة .

No comments:

Post a Comment