28 November, 2011

تاريخ القنادر في العراق

محمود المشهداني قال "ان اي قانون لايتوافق مع الاسلام اضربه بالقندره". هذا ماقاله رئيس البرلمان  حيث يملك كل السلطه وقوانين البرلمان  لحل اي مشكله ولكنه يريد ان يلجا للقندره لحل مشاكله. القندره له فوائد اخرى غير احتذائه حيث نحن العراقيين لنا فيه مارب  اخر حيث نستعمله في الحذف والسب وعلاقتنا بلحذاء غير واضح حيث اننا اذ قذفنا احدا بااكبر مسبه فسنقول له "ابن القندره" ونفس العراقي كان يقول "بي ولابالاحمري" حيث كان يقصد بان هو ياخذ الضربه و لاحذائه الاحمر "انفصام الشخصيه." للقندره قدر ومقام في كل العصور والمناسبات ولقد فتشت شرائع حمورابي عسى ان اجد ذكره في اللوائح لكني لم اجد له ذكر. ربما ذكره حمورابي في احدى البنود التي مسحها اجدادي العيلاميين من المسله .


لقد ارسل لي صد يق المقاله الموجوده ادناه للكاتب الجميل خالد القشطيني والذي يذكرني اسمه بالكيمر او الئشطه. هذا وقد ذيلت مقالة القشطيني بشي مشابه نشرته على صفحات صوت العراق الالكترونيه الغراء حول نفس الموضوع وقبل فتره من الزمن.

التاريخ القندري للعراق
خالد القشطيني
للعراق تاريخ طويل مع القنادر حتى ان احد العراقيين اصدر مجلة في لندن قبل سنوات بأسم " الحذاء" و كان لي شرف المساهمة فيها لا بحذائي فقط بل و بقلمي ايضا. وهذه مساهمة قندرية اخرى مني. لا اعرف السبب و لكن ربما نكتشف ان العراقيين كانوا اول من لبس قنادر في التاريخ او اول من ضرب المرأة بالقندرة. وهكذا تردد الحذاء  في تراثنا كثيرا. كان منها حكاية حذاء ابي القاسم الطنبوري. و قلما خلت قصائد عبود الكرخي من ذكرها. فكان مما قاله :
لسعته لسعة عقربه     شيل قندرتك و اضرب

الضرب بالقندرة من علائم الحياة الاجتماعية و الادبية عندنا. و كيف انسى تلك المعركة بالقنادر الي جرت بين بلند الحيدري و نجيب المانع عندما قال نجيب شيئا جرح به مشاعر الشاعر الذي لم يتردد بنزع قندرته ليضرب زميله الاديب الذي بادر هو الآخر لنزع قندرته بحيث جرت مبارزة فروسية بينهما بالقنادر. القندرة عندنا اعلى مراحل الاهانة. تقول لخصمك ابن القندرة ، او انت وقندرتي ، او قندرتي تشرفك! او والله لاحط قندرتي في (...) امك. وهكذا خلد اسم السيد ابو تحسين عندما نزع قندرته و ضرب بها صورة صدام حسين. و ذاع خبر ما فعله منتظر الزيدي و اصبح قدوة يقتدى بها في سائر انحاء العالم عندما رمى بقندرته في وجه الرئيس الامريكي. و بادر القندرجية في تركيا لتصميم قندرة سموها بإسم الزيدي.

يجهل الكثيرون ان تاريخ الدولة العراقية يبدأ بقندرة. حدثني بها عمي ابو محمود (القاضي و المحامي الكبير احمد القشطيني) عندما كان حاكم جزاء بغداد في العشرينات. ساقوا اليه لصا سرق شيئا من الجيش البريطاني. حضر ضابط انكليزي ليمثل الجيش. جلس في المقدمة ووضع رجله على الطاولة بحيث واجهت حذائه الحكم. اوعز لكاتب الضبط بأن يطلب من الضابط ان يتأدب و ينزل حذائه. فرفض قائلا انهم في بريطانيا لا يعتبرون ذلك اهانة. و لكنك ليس في بريطانيا و انما في العراق. و عليك ان تحترم تقاليد البلد.   العراق تابع لنا. و بالتالي يخضع لقوانيننا و اعرافنا. لم يعد العراق تابعا لكم. اننا الآن دولة مستقلة.  كلا انكم ما زلتم تحت الانتداب البريطاني. اذا لم تنزل رجلك و تحترم المحكمة ، فسأؤجل الدعوى و اغلق المرافعة. وهذا ما حصل. سمعت الصحافة بما جرى فضج ضجيجها . و تعالى الصياح بشأن هذا الاستقلال الكاذب الذي جاء به الملك فيصل. و توقفت سيادة العراق على بسطال ضابط. و تناقلت الصحافة البريطانية اصداء الحدث. حسم الانكليز الموضوع اخيرا باستدعاء الضابط و اعادته لبريطانيا و تعيين ضابط آخر احترم المحكمة و لم يضع حذائه في وجه عمي ابو محمود. وهكذا نال العراق استقلاله بقندرة جندي بريطاني.

غير ان الكثير من العراقيين ظلوا يشككون و يشكون من هذا الاستقلال. دخل احد رجال الثورة على المتصرف السيد القرداغي ( والد زميلنا كامران قرداغي) في قضية معلقة يريد حسمها. قال له في معرض ما قال: "لا تنس ياحضرة المتصرف انني من الرجال الذين ساهموا بتأسيس هذه الدولة. " فمد ابو كامران يده لينزع  حذائه و قال:   اذن فحضر راسك. لأني حالف يمين. بس اشوف منو هذا اللي عمل على تأسيس هذي الدولة ، لازم اضربه خمسين قندرة على راسه! " 

ميخ 20: حفيانين (الحفاه)
بقلم:ابو دارا --(طالب مراد)
Feb 21, 2003
صوت العراق
كان البريعصى (أبو بريص) يعيش في شقوق أقدام العراقيين الحفاه الذين لم يكونوا يعرفون الأحذية قبل وصول عائلة صدام إلى سدة الحكم في العراق  . هذا ما قاله أبو عدى و كرره المحروس عدى عدة مرات .

تذكرت هذا عندما كنت أقرأ خبر ملحق جريدة الحياة "الوسط" و ذلك بتاريخ 17/2/2003 و تحت عنوان " القاسم المشترك بين بوش و صدام" حيث ذكرت الصحيفة أن مصمم الأحذية الإيطالي الشهير "فيتو أرتيولى" هو مصمم أحذية صدام و بوش ، و قد صرح بأن الاثنين لهما نفس المقاسات و الذوق و أن أبو عدى اشترى منه 15 زوجا من الأحذية بقيمة خمسة عشر ألف دولار العام الماضي .

كنت أفكر في موضوع إدخال القنادر إلى العراق بواسطة هذه العائلة الكريمة و تعويد بل إجبار العراقيين على لبس الأحذية حيث كانت مكرمة أزلية سيتذكر بها هذا الشعب المقهور على أمره هذه العائلة . هل حقاً لم يكن الشعب العراقي يعرف الأحذية من قبل ؟ فماذا كانت تعني هذه الكلمات إذن :
( قندره، كلاش، كيوه، بابوج، قبقاب، يمنى، جزمه، بوت، بوتين، كاله، لابجين، بصطال، انعال، قبغلى، انعال أبو الإصبع، شحاطه، اسكاربيل،جم جم ، احمرى، بنتوف )

ألم تكن تعني هذه الكلمات العراقية القديمة بأكثر من لغة ولهجة ما كان يلبسه العراقيين في أقدامهم أم أنها كلمات جاءت مع العولمة و عائلة أبو عدى.

و أود أن أعرف ماذا كان شغل عائلة " القندرجي" ، هل كانوا يبيعون الكومبيوترات؟! وما شغل "الركاعين" ، هل كانوا يصلحون عجلات سيارات الفراري ؟ و ماذا كان شغل "الكشوانية" في المساجد و العتبات المقدسة ، هل كانوا ينزعون الأبو بريص المعشش في شقوق أقدام العراقيين قبل دخولهم إلى مقامات الأئمة.

و لمعلومات عائلة أبو عدى إذا كانوا يعرفون المثل "قيم الركاع في ديرة عفج" فإن هذا المثل ظهر لأن أهل عفج كانوا يحترمون أحذيتهم و لا يلبسونها دائما ، لأنهم كانوا يقولون : "بي و لا بالأحمرى ".


1 comment: